وعد بايدن وخيبة المرزوقي

0
294
المرزوقي

السياسية فن الممكن، واللعبة في النظام السياسي تخضع دوما إلى المصلحة وحيث ما كانت المصلحة قائمة، فثمة وجه الله  كما يُقال، أما علاقات الصداقة والجيرة فتلك قسمة ضيزى ما أنزلت الحروب والصراعات بها من سلطان، ولم تجتمع حولها المصالح والنفوذ في الواقع بل هي أوهام في خطابات الساسة فقط لا غير.

ما بين الصحراء الغربية وفلسطين قاسم مشترك هو الاحتلال، مغتصب للأرض، هاتك  للعرض ومستغل للثروات دون وجه حق، وتبقى الفواعل داخل اللعبة مختلفة الألسن  الأدوات فمابين إعلان ترامب أن القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وإلغاء بايدن لقرار غريمه بمغربيةالصحراء الغربية في الألفية الثالثة، وقع بالقرن الماضي وعد بلفور مخرجاته، فكان الأول يهدف إلى تقسيم عروس الشرق الأوسط باتفاق دعاة التوراة والإنجيل يهودا ونصارى وجاء الوعد الثاني بفرض الاحتلال كمنطق باتفاق التوراة والإنجيل ودعم إسلامي واضح المعالم، جلي الآفاق اليوم.

في الوقت الذي يقر بعض القادة والمفكرين اليهود بأحقية الشعب الصحراوي على تحرير أرضه واستعادة سلطته السيادية، يخرج علينا بنو جلدتنا كالمرزوقي ليسبح عكس التيار، كأن على رأسه الطير، ضاربا بذلك القرارات الأممية والمواثيق الدولية عرض الحائط، مقابل مزايا زائلة أو رضا ملك يحن عليه بصكوك الغفران أو تأشيرة إلى هودا.

إنه منذ الخيبة الكبرى للمغرر به ترامب وسقطته السياسية في آخر محطة من حياته كرئيس لأقوى دولة في العالم، جاء بايدن ليمحو اثر غريمه وطرد لعنته من البيت الأبيض إلى خارج أسواره، وفي الأدبيات والأعراف عملية الطرد تلغي ما قبلها من قرارات غوغائية أتخذها المخلوع دون سند مرجعي قانوني سيد، ولعل ما ذكره المفكر الفرنسي المغربي ذو الجذور اليهودية يعقوب كوهين بأن المغرب قاعدة للموساد وهدية ترامب حول الصحراء الغربية كانت مهر الزواج، قطع الشك باليقين، وكل هذه الشطحات لأشباه المرزوقي تكشف معادن الأشخاص عندما يختاروا الصيد في المياه العكرة بعدما خسروا مكانتهم بين شعوبهم، هاهم يلطخون مساراتهم بالخيبة والخسران.

ي . النجاعي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا