وزيرة الخارجية الفرنسية: مقولة “فرنسا- إفريقيا” ماتت منذ فترة طويلة

0
209

في مقابلة مع صحيفة “لوموند” توقفت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا عند العلاقات بين باريس والدول الإفريقية، والتي شهد العديد منها مؤخرا انقلابات، حيث دافعت عن مواقف باريس في مواجهة الانقلابيْن اللذين وقعا في النيجر والغابون، على حساب المصالح الفرنسية في كثير من الأحيان، وبررت الإبقاء على السفير الفرنسي في نيامي.

رداً على السؤال: “أليست فرنسا في طريق مسدود بالنيجر؟”، قالت كاترين كولونا إن سياسة فرنسا بسيطة. فمن ناحية، تدين باريس أي استيلاء على السلطة من قبل الانقلابيين، وخاصة في بلد مثل النيجر حيث كانت المؤسسات الديمقراطية تعمل. ومن ناحية أخرى، فإن فرنسا تدعم جهود دول المنطقة لتحقيق العودة إلى النظام الدستوري. والسلطات الوحيدة التي تعترف بها باريس في النيجر هي الرئيس محمد بازوم وحكومته. وموقفها ليس فريدا من وجهة النظر هذه.

رداً على سؤال “لوموند” حول انتقاد فرنسا بسبب خطابها المزدوج، الذي يدين من ناحية استيلاء الجيش على السلطة في مالي وبوركينا فاسو والنيجر، في حين يستوعب القوة العسكرية في تشاد. قالت كولونا إن فرنسا ليست هي التي تعقد الانتخابات أو تبطلها، أو تختار رؤساء الدول الأفريقية، أو حتى تقود الانقلابات.

وأوضحت: “في تشاد، أحطنا علما بالفترة الانتقالية ومن الواضح أنه سيكون من الضروري احترام العملية الحالية بالكامل. وفي النيجر، هاجم الجنود الرئيس المنتخب ديمقراطياً والذي كان من المفترض أن يحموه، وكان يعمل على تحديث بلاده، وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والأمني”.

وعن إدانة فرنسا للانقلاب ضد علي بونغو في الغابون والتي بدت أقل صرامة. ردّت كاترين كولونا بالقول إن العملية الانتخابية في الغابون أثارت، كما حدث في عام 2016، عدداً من الأسئلة. وفي كلتا الحالتين، فإن باريس تتصرف وفق مبدأين بسيطين: الأول هو إدانة الانقلابات وإيجاد حل ديمقراطي للأزمة، والثاني هو أنه لا يتعين على فرنسا أن تحل محل المنظمات الإقليمية، وفي هذه الحالة الاتحاد الأفريقي، والمجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا. وأوضحت رئيسة الدبلوماسية الفرنسية أن موقف بلادها يتلخص في الاستماع إلى الأفارقة، وليس اتخاذ القرار بالنيابة عنهم، معتبرة أن “Françafrique” ( فرنسا- إفريقيا) قد ماتت منذ زمن طويل.

ورداً على سؤال حول ما نشهده من فقدان فرنسا لنفوذها في أفريقيا، زعمت وزيرة الخارجية الفرنسية إن باريس كانت تتدخل في كل مرة لدعم طلبات هذه الدول، وادعت أن بلادها هي بالفعل شريك أمني موثوق به لشركائها.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا