وداعا معالي الوزير البروفيسور عمار بلحيمر نعم لقد رحلتم وتركتم بصمات لا تمحى لقد كنتم ناطقا إعلاميا للتوجهات الإعلامية الكبرى لسياسة الجزائر الجديدة وخضتم معارك ضارية مع السيبرانية وحروب الجيل السادس وما توجت به مسيرتكم المهنية خدمة لوطننا المفدى وقد جددت في شخصكم الكريم الثقة وزيرا للاتصال في ثلاث حكومات متتالية بكل ما تزنه من ثقل المسؤولية وشدة المهام في مسرى شؤون البلاد طوال نصف القرن.
كنتم الأستاذ والصحفي تعددت مسيرتكم في التعليم العالي والبحث العلمي، ومن قبل من أهل القلم بصحف وطنية عريقة حين تخبر وتبين لسانا للجزائر دام ما بدلتموه خدمة للوطن.
نعم رحلتم و لكن تبقون من أهل الاستشراف والتبصر والذي لا يختلف عليه الكل كنتم أب الإعلام الإلكتروني في التوجهات الكبرى للجزائر الجديدة.
هل يكمل الوزير بوسليماني مشروع الوزير بلحيمر أم لا؟ وهل القانون الصحافة الإلكترونية سيكون ثاني قانون يناقش على البرلمان أم لا؟
يعرف المشهد الإعلامي في الجزائر الكثير من التجاذبات بين الوصاية وأصحاب المهنة، ولعل أبرزها ما تعلق بالإشهار بنوعيه الورقي والرقمي في ظل حرب ضروس تقودها الصحافة الإلكترونية الأجنبية الموجهة من أعداء الجزائر لردع هذه الهجومات، التي قام بها الوزير المغادر ربما غير كافية في نظر سلطة القرار لهذا تم تعيين الوزير محمد بوسليماني، فهل سيكون للاستعدادات الاستبقائية ومنح الوجه المشرف والحقيقي للسلطة الرابعة باعتبارها شريكا محوريا ومفصليا في المعادلة السياسية والأمنية، خاصة في ظل ارتفاع مستوى حروب الجيل السادس وضرورة الإستعداد لمواجهة أي طارئ مهما كان نوعه، وهذا لن يتأتى إلا بترتيب البيت الداخلي لمهنة المتاعب أولا ثم التحضير اللوجيستي وأخيرا مواجهة الأخطار المحدقة بالأمة والدفاع عن وحدة التراب والشعب، وهذا يتطلب دراية وبصيرة في شخص متمرس ميداني وضالع في الشأن الخارجي التعاوني منه والمشترك، وهو الأمر الذي يتوفر في شخص الوافد الجديد، حيث سبق له وأن شغل منصب مدير مركزي مكلف بالتعاون الخارجي في وزارة الإتصال في عهد وزير الإتصال الأسبق عبد القادر مساهل ، كما سبق له وأن اشتغل أمينا عاما للإتصال سنة 2013 فهل يوفق معالي الوزير محمد بوسليماني؟ فالأيام المقبلة كفيلة بالإجابة على هذا.
ولعل أحسن ما جادت به الحكم وأدبيات علم السياسة ما قاله الخليفة المأمون “يدك في الكتاب ورجلك في الركاب…أحببناك فوليناك أغضبنا عنك فعزلناك”.
د/لخضر بوعافية