في مكالمة مع السيد وزير التعليم العالي الصديق البروفيسور كمال بداري، بدا لي في قمة التأثر بوفاة السيدة مهداوي رزيقة مديرة المدرسة العليا للاساتذة، ذلك لأن قدر الله أراد أن تفارق السيدة الحياة بينما السيد الوزير في مكتبها ينهي زيارة عمل للمدرسة، وكم هو صعب أن تشهد وتعاين وفاة زميل لك وهو يزاول عمله في مكتبه.
يقول لي الوزير باشرت زيارتي للمدرسة، أمس، بلقاء الطلبة ونقابة المدرسة بحضور السيدة المديرة التي رحبت بالوزير وفتحت النقاش بينه وبين الطلبة، وحرص الوزير خلال كلمته أن يطمئن الطلبة على مستقبل عقودهم متعهدا أن قرار إدماج أكثر من 60 ألف مستخلف لن يغير شيئا في طريقة توظيف خريجي المدارس العليا نظرا لحاجة المؤسسات التربوية المتزايدة سنويا للأساتذة والمعلمين، واستمع الوزير أيضا لانشغالات النقابة موجها الانتباه الى ضرورة تعاون جميع شركاء المدرسة في الحفاظ على هذا المكسب، وانتهى النقاش بالمجاملات والصور وكثير من الأريحية والتفاؤل لدى الطلبة والنقابة والمديرة التي تظهر في الصورة وهي في قمة السعادة بتسوية مشاكل المدرسة بحضور الوزير.
بعد نهاية الاجتماع يقول الوزير، كنت أهم بمغادرة المدرسة بسبب إلتزامات أخرى، إلا أن المديرة أصرت عليه أن يرافقها الى مكتبها لتسلمه بعض الوثائق المتعلقة بالعمل وكان لها ذلك، وخلال ذلك اللقاء القصير في مكتبها يقول الوزير أنه شكر المديرة على طريقة إدارة النقاش مع الطلبة رغم التعب الذي كان يظهر عليها، وماهي إلا دقائق حتى بدأت المديرة تشعر بدوار ثم دخلت في حالة إغماء الأمر الذي جعل الوزير يستعجل الاسعافات لكن الأجل كان قد سبق وفارقت المديرة الحياة بطريقة صدمت الجميع.
قدر الله أن تفارق المديرة الحياة في مكتبها وفي حضور الوزير وعمال المدرسة، وأن ترحل بعد أن أصدرت بيانا يتضمن تسوية مشاكل الطلبة والتكفل بمطالبهم، وهي نهاية تركت أثرا بالغا في نفوس كل الذين يعرفون جدية وإخلاص هذه المديرة في عملها.
الكاتب الصحفي: محمد يعقوبي