باتت كل الأدلة والمؤشرات تؤكد تورط المخزن والكيان الصهيوني في مؤامرة خبيثة لاستهداف الجزائر، ولم يعد خفيا العداء الذي لطالما حذرت من الرئاسة والمؤسسة العسكرية في أكثر من مرة فمخططات ضرب الجزائر قد انتقلت للعلن وتم فتح مواجهة مباشرة ومفضوحة ترجمتها أحداث متسارعة كشفت النوايا الخبيثة وتؤكد أنها لا مجال للصدفة فيها وحادثة المرحوم جمال لم تكن إلا جزءا من المخطط الإرهابي المدعوم من تنظيم الماك الإرهابي وتحت رعاية المخابر المغربية الصهيونية.
كل شيء حدث مخطط له بعناية تامة و كان يسير لخدمة المناورات المغربية بدعم من الكيان الصهيوني، ويبدو أن الجزائر التي كانت تستشعر هذا التهديد ونبهت إليه أكثر من مرة وقبل أشهر عدة، ودعت للحذر من مخططات خارجية نستهدف وحدة للبلاد واستقرارها.
فبعد فضيحة نظام بيجاسوس للتجسس على المسؤولين الجزائريين لاحظنا التصريحات النارية من المخزن وتحرش المغرب بالجزائر في الأمم المتحدة بدعمه ما يزعم “إستقلال منطقة القبائل” عبر ادعاءات مغرضة كانت برعاية التنظيم الإنفصالي الماك، وبتخطيط صهيوني فكلاهما أي الصهاينة والماك ينبش في التاريخ والآثار ليثبت مزاعم بالية على انه صاحب الأرض وأنه مختلف عن الآخر في لغته ومعتقده وعاداته ولم يكن هذا التحرك بمعزل عن هجمات إلكترونية عبر صفحات ممولة ومدعومة ضد الجزائر.
وبدأ المخطط بالتوسع تدريجيا ليصب بنزينه أكثر مع توالي الأحداث التي يبدو جليا أنها حرب ممنجهة ومدبرة ولكل فترة سلاحها الخاص، فبعد التطبيع والتحرش كانت الخطوة التالية هي منح دولة الكيان العضوية في الإتحاد الإفريقي كعضو مراقب وتحرك الجزائر عبر دبلوماسيتها لإسقاط هذا القرار.
في مقابل ذلك حاولت المغرب بشكل خسيس مغازلة الجزائر وادعاء سياسة اليد الممدودة والدعوة للتقارب، وهو الخطاب الذي تجاهلته السلطة لمعرفتها بالنوايا الحقيقية للمخزن الذي بدا وكأنه يحضر لشيئ ما، وسرعان ما انفضحت الأكذوبة عبر تصريح وزير خارجية الكيان في زيارته قبل أيام “لإمارة أمير المؤمين” والذي أكد أن الجزائر تشكل مصدر قلق لدولة الاحتلال والمغرب خاصة بعد التقارب مع إيران الأمر الذي يضيق الخناق على مشروع التطبيع.
وكان الرد القوي من الدولة الجزائرية ومؤسستها العسكرية التي أكدت على أن الجزائر جاهزة للتصدي لأي محاولات ولن تسمح باللعب بالنار كان كفيلا بإخراج الحقد والعداء المغربي الصهيوني للعلن أكثر والخروج للهجوم المباشر بداية بتسلسل الحرائق والتركيز على ولاية تيزي وزو في أحداث دراماتيكية، وصولا إلى إحراق الشاب “جمال”و هو إبن أخ رئيس جمعية مناهضة الصهيونية، بتخطيط منظم من الماك وعناصره، هذا التنظيم الذي فقد وعائه وأحلامه بعد مقتل جمال بات يتخبط ويحاول الضرب من جديد عبر توجيه الإتهامات للسلطة والمؤسسات الأمنية بالتقصير في حق منطقة القبائل رغم أن المؤسسة العسكرية ضحت بـ28 من خيرة أفرادها الدين لبوا النداء وسبلوا أنفسهم لإنقاذ العوائل، لكن المخطط لم يكتمل هنا بل تم مواصلته بالاتصال بالخلايا الإرهابية النائمة.
محمد إسلام