شجبت أوساط مغربية ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، استفحال ظاهرة استغلال الأطفال في أعمال غير شرعية يجرمها القانون المغربي، وزاد انتشارها في المجتمع المغربي في السنوات الأخيرة، لاسيما في أوساط اجتماعية هشة تعيش تحت خط الفقر، وأصبحت تقتات من عائدات أعمال الجنس التي يوظف فيها القصر ما دون سن 14 ذكورا وإناثا.
المعروف على نطاق عالمي واسع، أن المغرب أصبح الوجهة المفضلة للسياحة في غرب افريقيا، على أساس أن المغرب عمل في الآونة الأخيرة على تنويع مصادر الدخل السياحية، ولم تنآى جهوده لرفع قدرات اقتصاد المملكة ومواردها المالية، عن الطرق غير الشرعية الفاسدة، على غرار تجارة المخدرات، والسياحة الجنسية، وحتى أعمال الشعوذة التي تعتبر هدفا لنسبة معتبرة من السياح الذين يفضلون المغرب كوجهة أولى تتوفر على هذا التنوع المطلوب من ضعاف القلوب ومرضى النفوس وتقدر عائداتها بكتلة مالية ضخمة من العملة الصعبة.
ولا يقصد السياح المملكة المغربية من أجل المتعة والاستجمام، أو استكشاف التقاليد العريقة للمجتمع المغربي فقط، فالكثير من السياح يعتبرون المغرب قبلة للسياحة الجنسية والسياحة الدينية التي يختص شيوخها في أعمال منافية للعقيدة الاسلامية، ويعتمدون في الترويج لذلك على شبكات اعلامية واسعة لاصطياد فرائسهم من غير المغاربة.
وعلى الرغم من موجة التنديد والشجب التي حاولت مقاومة مظاهر الفساد الاخلاقي و الاجتماعي المتفشية في السنوات الأخيرة في المغرب الشقيق، ذهب بعض الباحثون في علم الاجتماع بالمغرب إلى تشجيع كل الأعمال التي من شأنها انقاذ الاقتصاد المغربي من الافلاس وتمكين المملكة من الخروج من دوامة الفقر والعوز الشديد، في وقت اتسعت فيه الفجوة الطبقية بين اثرياء المغرب و اغلبيتها الشعبية الساحقة الفقيرة.
الديالمي: “العمل الجنسي أصبح أحسن نشاط اقتصادي”
من بين هؤلاء عالم الإجتماع المغربي الدكتور عبد الصمد الديالمي الذي دافع عن استغلال القصر في أعمال الجنس والدعارة بالقول عبر القنوات الاعلامية المغربية ومؤلفاته البحثية دفاعا عن موقفه إن ”العمل الجنسي حل -غير مهيكل- لمشكل البطالة في صفوف الفتيات، وأيضا عامل محرك للسياحة الوطنية والأجنبية بل في بعض المدن والجهات، العمل الجنسي هو أحسن نشاط اقتصادي”.
وتشير أرقام رسمية لتقارير منظمات مجتمعية ناشطة في المغرب، أن وزارة الصحة قدرت عدد الناشطين في مجال الدعارة من العنصر النسوي بمختلف المدن المغربية ذات الاستقطاب السياحي قدر بنحو 50 ألف امرأة، ويستثنى من الرقم الذكور ذوي الميول الجنسية الشاذة والأطفال القصر من الجنسين.
في حين تشير تقارير المنظمات الحقوقية في المغرب إلى وجود ما يقارب 300 ألف طفل ومراهق ضحية للعنف الجسدي والجنسي في المغرب.
نصوص تطبيقية غير ردعية والظاهرة تزداد كل موسم
وتتساءل أوساط اعلامية وأخرى ناشطة في مجال حقوق الانسان، عن كفاءة وفعالية الترسانة القانونية في محاربة مظاهر العنف والإجرام الممارس ضد شريحة الأطفال والنساء من مختلف المستويات الاجتماعية والثقافية في المغرب، حيث يرى المختصون في القانون هناك، أن العقوبات المطبقة في المغرب على مرتكبي جرائم الاعتداءات الجنسية لا تكاد تتكيف مع فضاعة الفعل وآثاره على المجتمع بأسره، وبعيدة عن الالتزام بالاتفاقات الدولية الهامة لحماية الأطفال من الاستغلال والاعتداء الجنسيين، كما لا تدين الترسانة القانونية الهشة في المغرب السياحة الجنسية وتتسامح مع جرائهما في حق الأطفا، حفاظا على ما تدره السياحة بشكل عام على مداخيل المملكة الاقتصادية.
وأشارت تقارير مغربية، أن ما يفوق ثلث الساكنة النشيطة فقدت مصدر الدخل بسبب توقف أنشطتها أثناء الحجر الصحي بعد التفشي العالمي لوباء كورونا- استنادا لآخر التقارير الرسمية للمندوبية السامية للتخطيط المغربية والبنك الدولي.
وتشير ذات التقارير إلى اخفاق سياسات تخفيض مستويات الفقر بين الشعب المغربي البالغ تعداده نحو 36 مليون نسمة، نتيجة سوء وضعف الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمملكة المغربية، ما زاد من اتساع فجوة الفروقات الاجتماعية وحدة الظروف التي تعيشها الأسر المصنفة تحت مستوى الفقر.
وتشير ذات التقارير إلى اخفاق سياسات تخفيض مستويات الفقر بين الشعب المغربي البالغ تعداده نحو 36 مليون نسمة، نتيجة سوء وضعف الاختيارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمملكة المغربي ما زاد من اتساع فجوة الفروقات الاجتماعية وحدة الظروف التي تعيشها الأسر المصنفة تحت مستوى الفقر ، والتي غالبا ما تقتات من عائدات السرقة، تجارة المخدرات والدعارة التي يوظف فيها القصر دون رحمة أو أدنى اعتبار للانسانية.
13 بالمئة من المغاربة يعانون من الفقر الصحي
كما أكد برنامج الأمم المتحدة للتنمية حول الفقر المتعدد الأبعاد أن حوالي 13 بالمئة من المغاربة يعانون من الفقر الصحي، و20 بالمئة يفقدون مدخراتهم ويبيعون ممتلكاهم من أجل العلاج بسسب ضعف التغطية الصحية وغياب مظلة للتأمين الصحي، وتدني الإنفاق على الرعاية الصحية التي لم تتجاوز 5 بالمئة.
وأشار تقرير حديث للبنك الدولي أن معدل فقر التعلم في المغرب يناهز 66 بالمئة، ما يعني أن أكثر من نصف الأطفال المغاربة لا يمكنهم قراءة نص مناسب لأعمارهم وفهمه وهم في سن الدراسة.
ومع تفاقم الاوضاع الاجتماعية في المغرب، تحول الفقر والعوز إلى مظلة يحتمي تحتها دعاة تشجيع ” الدعارة ” تحت مسمى السياحة الجنسية، تدر على ممارسيها مبالغ تسهم في دخل الأسر الفقيرة، وتعادل هذه المداخيل مبلغ يتراوح بين 100 و 300 درهم بالنسبة للناشطين في الوظائف الجنسية ، غير أن ذلك وإن كان يكفيهم لسد رمق العيش، فإنها يجني عليهم بأمراض وعلل صحية، يتقدمها مرض نقص المناعة المكتسبة المتفشي بمعدلات مرتفعة في المدن السياحية المغربية على غرار مراكش والدار البيضاء.
الاطفال في مقدمة المصابين بالسيدا
وأفادت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالمغربية، أن عدد المصابين بفيروس السيدا لعام 2020 بلغ 22 ألف مصابا، بالغين وأطفالا، إضافة إلى 730 إصابة جديدة بالفيروس.
و تتركز هذه النسب عند محترفات الجنس من الإناث بنسبة 1,7٪، وعند الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال إلى 4,1٪، بينما يمثل 7,1٪ عند متعاطي المخدرات بالحقن.
وأوضح المصدر ذاته أن العدد التراكمي للأشخاص الذين تم الإبلاغ عنهم بلغ 18670 في نهاية 2021، منهم 64٪ في مرحلة نقص المناعة المكتسبة، مضيفا أنه رصد 64٪ من الحالات المبلغ عنها في ثلاث مناطق وهي سوس ماسة، الدار البيضاء سطات، ومراكش آسفي.
دراجي الأسبطي