منتجو المشروبات يبدون استعدادهم لتقليل نسبة السكر في منتجاتهم

0
108

تسعى المؤسسات الجزائرية المتخصصة في صناعة المشروبات إلى التقليل من نسبة السكر في منتجاتها، حفاظا على الصحة العمومية و تطبيقا للتنظيم الجديد في هذا المجال، و الذي سيدخل حيز التنفيذ قريبا، مع تشديدها في الوقت نفسه على أهمية تحسيس المستهلك بجدوى هذا المسعى و ضمان الرقابة الصارمة للتأكد من احترام جميع المتعاملين للمعايير الجديدة في صناعة هذه المنتجات واسعة الاستهلاك.

و بأجنحة المعرض الدولي لصناعة المشروبات والأغذية السائلة في طبعته الثانية, الذي يختتم اليوم السبت بقصر المعارض الصنوبر البحري (الجزائر العاصمة)، بعد قرابة أسبوع من النشاط، أبدى عدد من العارضين استعدادهم لتطبيق القرارين الوزاريين المتعلقين بتحديد خصائص المشروبات و عصائر الخضر و الفواكه، اللذين يدخلان حيز التنفيذ في جوان ونوفمبر القادمين على التوالي.

ويتعلق الأمر بالقرار الوزاري المشترك (صناعة-فلاحة-تجارة وصحة) المتضمن اعتماد اللائحة الفنية المتعلقة بعصائر الفواكه ونكتار الفواكه وعصائر الخضار ومشروبات بعصائر الفواكه و/أو الخضار، المؤرخ في 21 مارس 2022, والقرار الوزاري المشترك (صناعة-فلاحة-تجارة-صحة و موارد مائية) المتضمن اللائحة الفنية التي تحدد خصائص بعض المشروبات المنعشة, المؤرخ في 29 أوت 2022.

وقد أعطى التنظيم للمتدخلين في هذا المجال مدة سنة، ابتداء من نشره في الجريدة الرسمية، للامتثال لأحكامه، أي الى غاية  15 جوان القادم بالنسبة للقرار الأول و الى غاية 13 نوفمبر القادم بالنسبة للقرار الثاني.

و ينص هذا الأخير على “ألا تتجاوز نسبة السكر الكلي 105 غرام فـي اللتر فـي المشروبات موضوع هذا القرار, باستثناء المشروبات السكرية”.

و أكد منتجو المشروبات استعدادهم لتجسيد التنظيم الجديد، لكنهم ربطوا نجاح هذا الاجراء بإطلاق حملة توعوية واسعى لفائدة المستهلك ل”اقناعه” بمخاطر السكر على صحته وضرورة التقليل منه تفاديا للأمراض، خاصة وأن المستهلك الجزائري اعتاد طويلا استهلاك منتجات بنسبة عالية من السكر المضاف، مما يجعل تغيير ثقافته الاستهلاكية ليست بالأمر الهين.

كما أكد هؤلاء المنتجون على ضرورة أن يتم تطبيق التنظيم الجديد من طرف جميع المتعاملين دون استثناء كي لا يتم العزوف عن المنتجات التي تقل فيها نسبة السكر بفعل احترام منتجيها للمعايير الجديدة، و توجه المستهلكين، بالمقابل، للبحث عن المنتجات التي تحافظ على “الحلاوة” التي تعودوا عليها، فيما طالب البعض ب”التدرج” في تقليل السكر حتى لا يلاحظ المستهلك الفرق بشكل مفاجيء.

و في هذا السياق، أوضحت مسؤولة الجودة و تطوير المنتوج بمؤسسة “عين بوقلاز” (سارل سبيل)، المختصة في إنتاج المياه المعدنية بولاية الطارف, ليندة لكبير, أن “المواطن الجزائري يستهلك مشروبات تحتوي على 12 و13 بالمائة من السكر, وهي نسبة جد مرتفعة تلحق الضرر بالصحة العمومية، وعليه فإنه من الضروري تقليلها لكن بصفة تدريجية بشكل يجعل المستهلك الجزائري لا يشعر بالفرق”.

و اشارت إلى “إمكانية خفض النسبة الى حدود 11 بالمائة في ظرف سنة واحدة”, داعية الى عقد حوار موسع يشرك جميع الفاعلين من أجل إيجاد الأرضية المواتية لتجسيد هذا التوجه على أرض الواقع.

ضرورة تشديد الرقابة لتفادي التجاوزات

من جهته, أعرب مسؤول الإنتاج بشركة “البدر” للمشروبات الغازية, بعين وسارة (ولاية الجلفة), بن علي سمير, عن قناعته بأهمية تطبيق القرار  للحفاظ على الصحة العمومية، لكنه لم يخف تخوفه من تأثير تغير ذوق منتجات الشركة على حصتها في السوق, داعيا إلى ضرورة مراقبة المتعاملين قصد وضعهم على “نفس الخط ” و تفادي وجود مشروبات في السوق لا تراعي المعايير الجديدة ما قد يخلق منافسة غير مشروعة بين المنتجين.

ويرى المسؤول التجاري بمؤسسة “هروس”، المتخصصة في تحويل الخضر والفواكه و انتاج المشروبات والمصبرات, علاء الدين هروس, أن تطبيق قرار خفض نسبة السكر في المشروبات سيمكن المتعاملين في هذه الصناعة من الاعتماد أكثر على الفواكه و الخضر من أجل الحفاظ على الذوق المعتاد لدى المستهلك, مما سيساعد الفلاحين على بيع منتوجاتهم و تفادي كسادها في حال وجود فائض.

من جهتها, اعتبرت مسيرة شركة “مولاي” للمشروبات بولاية الاغواط, دلال مولاي, أن الحفاظ على الصحة العمومية هي أولوية تقتضي مثل هذا النوع من الإجراءات التي لابد من أن تتبعها “عمليات للمراقبة تفاديا للتجاوزات”.

وصرح المدير التجاري لملبنة “الصومام” بولاية بجاية, لعياش طالبي, بأن المحافظة على الصحة العمومية في ظل الانتشار الكبير للعديد من الأمراض، خصوصا البدانة و داء السكري، تقتضي مثل هذه الاجراءات, مطالبا ب”مرافقة المستهلك الجزائري من خلال عمليات التوعية حتى يتقبل تغير ذوق بعض المنتجات جراء تقليل نسبة السكر فيها”.

وفي نفس السياق, لاحظ مدير الحسابات الكبرى والعلاقات الخارجية بشركة “نقاوس” للمصبرات, إسماعيل بوكال, أن الشركة سبق و أن سوقت مشروبات طبيعية خالية من السكر المضاف لكنها لم “تعرف اقبالا كبيرا كون المستهلك تعود على استهلاك منتجات عالية السكر”، مشيرا الى أهمية العمل على تغيير الثقافة الاستهلاكية بالجزائر.

من جهته, دعا رئيس جمعية المنتجين الجزائريين للمشروبات, علي حماني, إلى عقد اجتماع تقني بين الوزارة الوصية و المنتجين من أجل ايجاد الأرضية المواتية لتطبيق القرارين على أحسن شكل.

و تحصي الجزائر حاليا قرابة 3 ملايين مريض سكري و هو الرقم الذي قد يرتفع الى 5 ملايين مصاب في بضع سنوات، حسب معطيات رسمية.

و حسب المنظمة الجزائرية لحماية وارشاد المستهلك ومحيطه، فإن معدل استهلاك الفرد من السكر يقدر ب42 كغ/سنة  في الجزائر مقابل معدل عالمي في حدود 23 كغ/سنة، بينما تنصح المنظمة العالمية للصحة بألا يتجاوز استهلاك السكر 10 كغ/فرد/سنة.

و في تصريح له ثمن السيد مصطفى زبدي, رئيس المنظمة، الاجراءات المتخذة في سبيل الحد من الاستعمال المفرط للسكر في الصناعة الغذائية، مستنكرا “وجود علامات مشروبات عالمية تنشط في السوق الجزائري و تستعمل نسبة سكر تصل الى 160 و180 غرام في اللتر الواحد, وهي نسب جنونية تضر بصحة المستهلك”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا