ملك بين مفترق الطرق

0
527

لماذا أصبح الإعلام المغربي يستعمل اليوم ما لديه من صور أرشيفية للملك محمد السادس، بدلا من صور واقعية تخدم الزمان والمكان والحالة الصحية التي يوجد فيها هذا الأخير؟

ألا يعني ذلك أن حالته سيئة للغاية ولا تسمح له بالظهور، وأنه فقد فعلا القدرة العقلية والجسدية على تسيير أمور مملكته العاجية ؟

ألا يعني ذلك أيضا أنه غادر الدنيا إلى الأبد وفي ظرف عصيب يشهد فيه المغرب أزمات سياسية، إجتماعية واقتصادية خطيرة، تستدعي التكتم على وفاته إلى غاية ترتيب الأمور الأمنية وإعداد الظروف المناسبة لمن سيخلفه على رأس العرش الذابل في المغرب؟

كل هذه السيناريوهات واقعية وتؤكد الحالة السلبية التي يقبع فيها الملك المغربي اليوم، وهي إما موتا سريريا يشل حركته ويغيبه عن الوعي مدى الحياة، أو موتا نهائيا يسلبه روحه ويفقده أثره في الوجود .

هاتان الحالتان وحدهما كافيتان لتبرير غياب محمد السادس الفيزيولوجي عن المشهد في المغرب، وخاصة بعد إرجاء المملكة المغربية الاحتفالات بالذكرى الثالثة والعشرين لتوليه الحكم، والتي جرت العادة أن يلقي بمناسبتها خطابا للشعب المغربي بعد تجديده للبيعة، وهو الشيء المستبعد بالنظر إلى الوضعية المجهولة التي يئن تحت وطأتها العاهل المغربي.

هذا ويبقى الدليل الدامغ على الأسباب المذكورة التي أدت إلى غياب الملك المغربي عن الواجهة، هو إعتماد إعلام المخزن على الصور الثابتة للملك في تغطياته المفبركة لنشاطاته، بدلا من عرض صور حية وآنية له يمكن على الأقل أن تقطع بعض الشك الحاصل حول مصيره.

على أي الخبر اليقين سيسطع عاجلا أم آجلا، رغم المحاولات المتكررة التي يقوم بها نظام المخزن وأبواقه، والهادفة إلى إيهام الرأي العام المغربي بأن الملك حي لا يموت، وتلك ضلالة وكل ضلالة في النار أيها المسلمون المغاربة.

بقلم : محمد حسنة الطالب

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا