مخلفات كورونا على الصحة النفسية للمواطن الجزائري

0
259

أنتجت جائحة كورونا، التي أهلكت النسل وأفسدت الوضع الإنساني، وضعا جديدا مغايرا لما كان عليه سابقا، فثلاث سنوات من عمر الأزمة الصحية كانت كافية لتغير سلوك المجتمع الإنساني برمته، وتركت أثارا واضحة المعالم في العديد من مناحي الحياة الإنسانية، ويظهر هذا التغيير جليا في سلوك الفرد وطرق وأساليب عيشته، على سبيل المثال فالكثير من العادات الاجتماعية اندثرت بفعل اكتساب الفرد الجزائري عادات جديدة في إقامة الأفراح، ففي السابق كانت الأسرة الجزائرية تفكر في إقامة فرح أبنائها شهور قبل موعد العرس، وتكون تحضيرات مكثفة ووضع برنامج طويل وعريض حول مكان إقامة حفل الزفاف، مثل كراء قاعات الحفلات واستدعاء الكثير من المدعويين، وموكب الفرح يكون من طراز ملكي، أما الآن فقد اقتصر حفل العرس على مجال ضيق وسط حضور أفراد من عائلة المقربة مثل الأعمام والأخوال والجيران، كما ترك أثارا على مستوى نفس البشرية، فقد أصبح الإنسان أكثر حذرا وخوفا على صحته، لكن من جهة أخرى أغلب الناس أصيبوا بالهلع والاكتئاب، أما على صعيد آخر فقد أنتجت كورونا وضعا آخرا على القطاع الاقتصادي، نظرا للخسارة التي تكبدتها الشركات الاقتصادية التي كانت تعمل وفق منظور تقليدي، بعيدا عن استخدام وسائل التكنولوجيا، فقد فكر العالم اليوم إلى التوجه نحو الرقمنة، ما جعل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يصر في كل مناسبة على ضرورة رقمنة جميع القطاعات لتسهيل المعاملات وتخليص جميع المعاملات عبر بوابة رقمية، فتحول العالم اليوم إلى عالم رقمي بامتياز، أي أصبحنا نعيش حياة طبيعية بنكهة رقمية، فكل ممارساتنا اليومية مشدودة إلى تطبيقات عبر شاشة الهاتف النقال، ويكفي الضغط على زر معين تقضي حاجتك عن بعد.

البروفيسور أحمد قوراية أكاديمي وخبير في التنمية النفسية

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا