مخرج وممثل ينتقد استغلال الأطفال في المسلسلات ويحذر الأولياء من هذا الأمر

0
455
المسلسلات

انتقد المخرج والممثل المسرحي دادي عبد الرؤوف، الطريقة السلبية لتوظيف واستغلال الأطفال في الأعمال التلفزيونية التي تعرضها القنوات الجزائرية خلال رمضان الجاري.

وقال دادي في مقال نشره على الفايسبوك حول شركات الإنتاج السمعي البصري في الجزائر، إنّه “بتعاقب السنين لاحظنا تقلب المزاج المشاركين في الأعمال قبل وأثناء وبعد المشاركة، وأثناء عرض العمل، وبعده”.

وأضاف دادي: “قبل المشاركة هي لحظات حاسمة وتكتيكية أكثر، إذ يجب التخطيط والتحضير لها أشهر من قبل حتى تأتي الثمار على قدر الزرع، أثناء التخطيط، قد يكون هنالك ضحايا كثر كالشرف، الرجولة، الصداقة، المبادئ… الخ)”.

واستطرد قائلا: ” أثناء المشاركة يكون المزاج جيد وشركة الإنتاج من أفضل الشركات، طبعا التكتيك في شطره الثاني فهي حرب بقاء، والمشاركة في الجو، جو التصوير، أمّا أثناء عرض العمل، فهناك مجاملات، سعادة، شعبية، تبادل أراء في الأعمال بكل روح فنية”.

وبعد عرض العمل، هناك تبادل الآراء في الآباء والأمهات، تأخر دفع الحقوق، والبعض لم يُدفع له فلس، بداية صدور أنباء عن مستحقات الآخرين، وبداية النواح في بلاطوهات التلفزيون. وفق دادي ممثل في فرقة “مسرح الحارة”.
ووجه المتجدث رسالة إلى الآباء قائلا: “في ظل كل هذا، يا من تعرض أبناءك على المنتجين، هل تظن أنك مخضرم وعارف بكواليس الإنتاج أفضل من هؤلاء؟”.

وأوضح أكثر بقوله: “كمتابع من متابعي التلفزيون منذ الصغر، لم أر تواصل مشاركة طفل في الأعمال وتدرجه معها، قد تشاهده لمرة وانتهى، فلا تواكبه شركة الإنتاج ولا يهمها، فشركات الإنتاج لحظية مناسباتية وليست استثمار، وعلى عكس هذا فهو اجهاض فني لموهبة، اذ يصبح وجها مستهلكا، ولا يمكن أن نضغط على الطفل لتأدية الكثير وإلا نحن لا نسدي له خدمة بل نضعه أمام تحد صعب قد يصدر في حقه أحكام ليست خادمة لسنه”.

وعدد دادي سلبيات استغلال الأطفال في الأفلام والمسلسلات من خلال عدم إسداء أي خدمة لطفل عمره 16 عاما، وعندما ينتظر طفل لمدة 8 ساعات بالليل ليبدأ التصوير، وعندما يبيت في أجواء النزل التي يعلم الجميع ظروفها، كما لا تسدى له خدمة عندما تنيه بطريقة أو بأخرى لمجرد وضعه لقطة في الستوري على الفايسبوك”.

ووفق المتحدث “الزج بموهبة طفل لوحدها دون تكوين أو حتى أن يستفيد هو بالمقابل من تكوين، هنا تصبح شركة الإنتاج مصاصة دماء.

وتساءل المتحدث ” هل يتم تحضير طفل في 14 أو 15 سنة نفسيا، ليكون مشهورا أو شخصية شعبية يمكنها أن لا تنزعج من نتائج الشهرة، أو لا تؤثر عليها؟.

وبحسب دادي “المقابل المادي هنا للطفل غيرُ مجدٍ في هذا العمر، بحكم أنّه قاصر وتحت غطاء الوالدين، فالمقابل هنا يكون التكفل بجانب التكوين، والمتابعة عن طريق أخصائيين للاستثمار الحقيقي، وتوقيع عقود استغلال مقابل ذلك، والمرافقة بالأعمال.

ومفسرا هذه العلاقة بين المنتجين ومشاركة الأطفال في التمثيل أنّ “بعض الأولياء يبيعون أبناءهم، وتشتري منهم شركات الإنتاج بلا رحمة.”

وذكر أنّ “أولياء يعرضون أبناءهم أمام المنتجين مقابل 2000 دج، ليظهروا فقط في العمل (figurant).
ودعا دادي عبد الرؤوف الأولياء إلى توجيه أولادهم ذووا الموهبة للتكوين في الجمعيات والفرق ودور الثقافة، قبل الزج بهم في بلاطوهات التصوير.

حسام الدين وائل

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا