قررت محكمة النقض المغربية، للمرة الثالثة على التوالي، تأجيل النظر في الحكم الصادر من قبل غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، في حق قائد حراك الريف ناصر الزفزافي ورفاقه إلى ماي المقبل.
ونقلت تقارير إعلامية عن مصادر مطلعة، اليوم الخميس، أن محكمة النقض المغربية، أجلت النظر في هذا الملف للمرة الثالثة، لتاريخ 5 ماي.
وكانت غرفة الجنايات الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالبيضاء، قضت في أفريل عام 2019، بتأييد الحكم الصادر عن نظيرتها الابتدائية بالمحكمة ذاتها، القاضي بإدانة ناصر الزفزافي بـ20 سنة سجنا نافذا، بتهمة “المساس بالسلامة الداخلية للمملكة”، إضافة إلى أحكام نهائية بالسجن لفترات تتراوح بين سنة و20 عاما في حق آخرين. وغادر بعض المعتقلين السجون التي كانوا يقبعون فيها، بعد انقضاء محكوميتهم، فيما لا يزال أبرز قادة الحراك معتقلين بسجن طنجة 2.
وأضاف المصدر، أنه منذ اعتقالهم وإصدار الأحكام القضائية بحقهم، لم تهدأ الأصوات المطالبة بالإفراج عن معتقلي حراك الريف إلا أنها تظل دون نتيجة كما لم تجد استغاثة عائلاتهم نفعا، حيث لا يزال الخوف ينتابهم جراء حالة أبنائهم ووضعيتهم الصحية، التي خلفتها سلسلة الإضرابات عن الطعام.
ومنذ تأييد، محكمة الاستئناف في الدار البيضاء الأحكام الصادرة ضدهم، التي وصل بعضها إلى عشرين سنة سجنا نافذا، وجهت عائلات المعتقلين نداءات إلى السلطات المغربية من أجل التدخل لتفادي “موت أبنائها المضربين عن الطعام”.
من جهته، يظهر أحمد الزفزافي والد ناصر الزفزافي في كل مرة للتحذير من أن المعتقلين “يحتضرون ويموتون ببطء داخل السجون”. وحمل “حراك الريف” مطالب اجتماعية واقتصادية طوال أشهر بين خريف 2016 وصيف 2017، وقد خرجت أولى مظاهراته احتجاجا على حادث أودى ببائع السمك محسن فكري بطريقة فضيعة. وفي رسالة بعث بها منذ أيام، دعا النائب الأوروبي، ببيرناندو بارينا أرزا، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، إلى التدخل من أجل الإفراج الفوري عن سجناء حراك الريف بالمغرب و فتح تحقيق مستقل بخصوص التعذيب الذي يتعرض له هؤلاء النشطاء.
وأعرب، بيرناندو بارينا أرزا عضو مجموعة اليسار الإسباني، عن “قلقه بشأن الحالة الصحية لسجناء حراك الريف ومضايقات محاميهم من قبل السلطات المغربية”، كما تأسف لأنه على الرغم من الرسائل المختلفة التي بعثها أعضاء البرلمان الأوروبي إلى السلطات المغربية بشأن سجناء حراك الريف،فإن وضع هؤلاء لم يتغير بل ازداد سوءا.
ش.م





