ردّت على ادعاءات ما سمته المفتري آيت حمودة

مؤسسة الأمير الدولية تنشر أسرارا لأول مرّة عن مؤسس الدولة الجزائرية

0
1401
الأمير المفترى
أصدرت، مؤسسة الأمير عبد القادر الدولية، اليوم الأربعاء، حول قضية اتهامات النائب السابق نورالدين آيت حمودة الأمير وشخصيات وكنية وتاريخية أخرى.
 وقالت المؤسسة في بيان وقعّه جعفر حسن الجزائري إنها” تريثت من أجل بِالرّدِ العِلميِّ الموضوعيَّ؛ لِكي نتقرأُ مَضامِينَ الرُّدودِ في فَضاءِ التّواصلِ الاجتِمَاعِيِّ، والشُّكرُ لِكلِّ أصيّلٍ بادَرَ، ودَافعَ عَنْ أبِّ، وجَدِّ الجَزائرييِّن.”
وكشفت المؤسسة معلومات لم يتطرق إليها أحد من قبل وبينت معلومات مطموسة لاسيما التي لها صلة بفرنسا، وفق البيان.
واستطردت: “سَنُرفِقُ في مِحفَظَةِ التَّعليقاتِ فِيلماً وَثائقِيّاً، وتَستَميّحو به الأمير عُذرَاً بِدُبلومَاسِيّتِهِ مع نابليون، ولانَنسى في القرمِ قِتَال َالجُنديُّ العُثمانِيِّ إلى جَانبِ الجُنديِّ النِّصرانِيِّ ِ.”
وجاء في الرَّدُ على ما وصفته بـ”ادِعاءاتِ حلقَةِ المُدَّعِيِّ (آيت حَمودَة) بين سَيءٍ مُتطاولٍ على التّاريخِ، وإعلامِيٍّ مُرتَزِقٍ يعملُ في مَحطّةٍ إعلامِيّةٍ خاليّةٍ مِن قِيّمِ الأخلاقِ،والموضوعيّةِ.
أنّ آيت حمودة أَدْلَسَ المُدَّعِيِّ بِبدايةِ لِقاءِهِ؛ بِأنّ الأميرَ قد باعَ الجزائرَ بِمعاهدةِ(تَافنَة) عام 1837م؛ لِيُضلِّلَ النّاسَ بِهولِ المُصطلحِ، وكأنّ الأميرُ خَرجَ مِنَ الجزائرِ إلى المَنفَى بعد هذهِ المُعاهدةُ، بينما لم تدومْ المعاهدة هذه إلّا عاماً واحداً؛ لِيستأنِفَ الأميرُ المعارِكَ بعدَها مع الفرنسييّنَ لِتسعِ سنواتٍ مُتَتالِيّةٍ،
ووفقها “لو سألنا هذا المُدّعِيِّ؛ ماهو ثَمنُ البيع؟ الجوابُ العِلمِيُّ المنطِقيُّ ألّا وهو: العَدمْ. فهل قصدَ ذاكَ بِأنَّ الأميرَ يمتلكُ الجزائرَ لِيبيعَها؟! فَمِن بديهياتِ الشِّراءِ، والبيعِ هو بيعُ ما يملِكُ المَالِك.”
ولأهمُ في ذلكَ مَعرِفةُ النّاسَ لِخفايا، وبَاطِنُ طريقةُ التّفكيرِ لِلمجموعاتِ الحَاقِدةِ الّتي تَصبُّ جامَ غَضَبِها، وادِّعاءاتها على هاتيّنِ المُعاهدتيّنِ اللَّتيّنِ أبرمهُما الأميرُ مع الاحتلال، فليست عُقدتُهم أنه قائدَ الثّورةِ مع الصِّفاتِ، والمَيزاتٍ التي يملُكها؛ فالثُّوارُ، والمُجاهِدونَ كثيرونً عبر التّاريخِ، بينما مُؤسِسو الدُّولِ قَليلون، وعندما تُنتزعٌ منهم السُّلطةُ بِوساطةِ الاحتلالِ العسكريِّ الخَارجِيٍّ فلن تَنتهي شَرعيتَهُم، وآثارها أبداً مِثلما حَصلَ مع الأميرِ المُؤسسِ، وما حصلَ مع بعضِ الملوك بِحالةِ الانقِلاباتِ العَسكريّةِ الدّاخليّةِ من جِهات في الخَارِج. بحسب المؤسسة.
وأكدّت في ردها على آيت حمودة أنّ “هذا النّوعُ منَ الشّرعِيّةِ يُؤرِقُهُم، ويُقَلِّلُهُمْ، فَليس لهُمْ إلّا رَميٍّ التُّهمِ جَزافاً مُتوهِميّنَ بِأنّهم خَادِشينَ لِتلكَ الشّرعِيّةِ، وهذا ما يَسعى إليهِ المُتمادِينَ الجُدُدُّ على السِّياسةِ؛ ولِهذا يتجذرُ بَاطِنُ الحِقدِ على هاتيّنِ المُعاهدتّنِ اللّتانِ أدرجتاهُ بِخانةِ رِجالاتِ مُؤسِسِيِّ الدُّولِ في العَالَمِ رَغمَاً عنْ أُنوفِهِمْ.”
وشددت على أنّ “هذه السلطة التي استَحقَّها الأميرُ شَرعَاً، وقَانوناً، فقد أقرَّ التّاريخُ الواسعُ لِصراعاتٍ الدُّولِ بِصِّحةِ تِلكَ المُعاهدتيّن (دِيميشِيل، وتافنا)، فَالمُعاهداتُ الدَّوليّةُ لا تُصدَّقُ، ولاتُوقعُ من الثوار بل تُبرِمُها الدُّول عِلماً من أنّ أعظمَ ما قامَ بهِ الأميرُ بِتاريخهِ السِّياسيِّ هُما هَاتيّنِ المُعاهدتيّنِ، ولو لمْ تُبرِّمُهما حكومةُ الأميرِ لَما حازَ على صِفةِ مُؤسسِ الدّولةِ، وقد انطلّقتْ العُقدُ الفِكريّةُ، والقلبيّةُ من هذهٍ الخلفيّةُ الباطنيّةِ.”
وواصلت في تبيان الجقائق بقولها: “نلحظُ في الهُدنةِ، والمُعاهداتِ الحربيّةِ للأميرِ التي تمّتْ بينهُ، وبينَ دولةِ فرنسا، استِحَالَةُ إبرامُ عقدَ البيعِ، والشّراء الشّخصيِّ لِلأميرِ على أطرافِها حتميّةً؛ لأنّهُ من أهدافِها مصلحةُ الشّعبِ أولاً، والدّولةُ الوليّدةُ ثانيّاً، ولا سيّما يَسعى المُفترونَ إلى إخراجِ تِلكَ المُعاهدتيّنِ عن سِياقِهما الزّمنيِّ، والظّرفيِّ وتَجَنُبُ ذِكرِ تحصلِّهما على مَكاسبٍ جَمَّةٍ استعادتْ بٍموجٍبِها الدّولةُ الحديثةُ عَافِيّتِها الدّاخِليّةِ على الصّعيدِ الحَربيِّ، والاجتِماعيِّ، والاقتصاديِّ، فالمُعاصرُ في زَمنِنا لا يُدرِّكُ حَاجةَ السَّلَفِ لها؛ فَمَنْ كانتْ يدَّهُ في النّارِ أمسٍ ليستْ كَمَنْ يدَّهُ في الماءِ حَاضِرا.”
واعتبرت أنّ المدعي آيت حمودة افترى بِجَهالةٍ في التّاريخِ وخَفاياهُ حين تَجنبَ ذِكرُ المَصادرِ الفرنسيّةِ الّتي وَصفَتْ تِلكَ المُعاهدةُ على أنّها عارٌ على جَبَروتِ دولةِ فَرَنسا، ورأتهَا هَزيمةً مؤقتَةٍ بعدَ اعتِرافِها بِتضاعُفِ مَساحةِ رُقعةِ سِيّادةُ الدّولةُ الوليدةُ إلى ثُلُثَيِّ مَساحةِ الجزائرِ الحاليّةِ أيِّ: ازدِيادُ رُقعَةُ السِّيادةِ ضِعفَيِّ ماكانتْ عليهِ قبلَ المُعاهدةِ،
ولو استمرَ الحالُ على هذا النَّهجُ بِإبرامِ المُعاهداتِ، وإعلانُ الحُروبِ بِالتّمكينِ، والتَّمدُّدِ لَكانَ النَّصرُ مَسألةَ وقتٍ فقط، ولَولا المُعَاهدَتَان لَما استطاعَ جيشُ الأميرِ التَّفَرُغَ إلى تأديبٍ عُملاءِ الوطنِ في داخِلِ البِلادِ المُنخَرِطيّنَ بِصُفوفِ الاحتِلالِ، فَلولاهُم لأصلحَ الأميرُ ذاتَ البَيّنِ، وطردَ المُحتّلَ منَ الثُّلثِ الباقِيِّ، وبقيّت مُستقِلةً، وكانت سلطنةٌ عُظمى تَتحكمُ بِدولٍ كثيرةٍ في هذا العَالمُ، وتَخضعُ أغلبُ دُولِ البَحرِ المُتوسطِ لِسيطرتِها. وفق المؤسسة.
وأشارت إلى أنّ “المُدَّعِيِّ تحدث بأنّ الكِفاحَ مَصيرهُ الموتْ:لِيُشَكِكَ -كما قالت- بِشخصِ الأميرِ منْ دونِ التّفريقِ بينَ الجُنديٍّ و الضابط المُجاهِدِ، والقائِدُ الأميرُ، فَمِن مَهامِهِ صِناعةِ الأبطالِ المُجاهديّنَ الشُّهداء؛ فَهُمْ جَسدٌ واحِدٌ لِكلٍّ منهم مكانةٌ يكتمِلُ بِها
وأوضحت أنّ “المُدَّعِيِّ ذكر وهو حَاسِدٌ، فقال:لِماذا قدّمتْ فرنسا الأوسِمةَ إلى الأميرِ مُشيّراً إلى صُورَتهِ،
بِالأوسِمةِ،ومُتسائِلاً: لماذا لم تمنحُ فرنسا وِساماً لِلشّهيدِ بن مهيِّديِّ؟. جَاهِليّنَ السّببُ بٍتلّقيِّ هذه الأوسِمةُ الدّوليّةُ التي ليس لَها صِلَّةٌ بِالتَّنازلِ البَتّة عنْ أيِّ شيءٍ في الجَزائِرِ.
وفي تفسيرها “لمْ تَعُدْ تَخفى على أحَدٍ فِتنةَ المسيِّحيِّنَ العَرَب في بِلادِ الشَّامِ، ومَكانتهِ فيها؛ ولكنهُ حاولَ دَمجَ الصُّورةَ، ومُقاَرنتِها مع صورِ عُملاءِ فَرَنسا في الجَزائرِ، وإغداقُ السُّلطاتُ الفرنسيّةُ مِيداليّاتِ العَارِ الّتي تَلَّقونَها في الجَزائِرِ مُقابلَ بيعِهِم لِأوطانِهِمْ، لِتتشابهُ على الجَهَلَةِ كَمَا تَشَابهَ الْبَقَرَ على بَني إِسرَائيلَ بِأنّها ميدالياتِ العارِ، والفَرقُ كبيرٌ بينَ أوسِمةِ الشَّرفُ الأعلى الدَّوليَّةِ المُقدَّمَةٌ منَ المُلوكِ، والدُّولُ العُظمى، وبينَ مِيدالياتٍ قُدِّمتْ مِنْ جِنِرالاتٍ كالّتي عَلّقوهَا على صُدورِ آغَاواتِ فرنسا في الجَزائِرِ.”
وعادت المؤسسة في بيانها لتقول إنّ “المُفتري يذكر أنَّهُ بِحوزَتهِ مصدرٌ أو وثيقةٌ؛ لِيُثبِتَ وقوفَ الأميرِ إلى جانبِ فرنسا بعد أنْ كان مُحارِبٌ ضِدّها لِيُصبحَ مُحارِباً في صفِّها داعماً ادّعاءهُ بِهذه الورقةُ؛ لِيُضلِّلَ النَّاسَ على أنَّ بِها شيءٌ من الصِّحةِ.
 وقالت: “فلا نَستَبعِدُ مِنْ هَذا المُفتَرِّيِّ أنْ يكونَ هو مَنْ كَتَبَهَا،أو مُرسلةٌ من أسيادهِ؛ لِيُروِجُها عبرّ أبواق العارِ، فَأينَ الأصلُ بِالألمانيّةِ أمْ بِالعَربيّةِ؟، بعد الزعِّمِ أنها ردٌ من الأمير إلى الألمّاني، المُتضمِنةُ الكَذِبُ، والمُغالطاتُ التّاريخيّةُ بِالدَّليلِ القاطِعِ.
تقولُ الرّسالةُ المزعومةُ بعد أنْ تَرجَمْتُها إلى اللُّغةِ، العَربيَّةِ: “طلبَ بسمارك زعيمُ ألمانيا الّتي سُميّتْ حينها مملكَةُ بروسيا تطلبُ من الأميرِ مُساعدةَ الألمانِ عسكريّاً في عام1870م ؛ لِانتِزاعِ سُلطةَ نابليون الثّالثِ على فرنسا، بالإضافةِ إلى صُنعِهِ، ونَسجِهِ خيالاً واسِعاً؛ بِأنّ الأميرَ قد أجاب على هذه الرّسالةِ الّتي لا أساسُ لها في أرشيفِ الدّولةِ الألمانيّةِ و حتّى ليسَ لِنصِّ الرِّسالةِ المُزيفةِ أيُّ ذِكرٍ في المراجعِ العربيةِ الوطنيّةِ، فكانَ الجوابُ المَزعومُ للأميرِ إلى بِسمارِك حسبَ زَعمِ الوَرقةِ قائلاً: إنَّ الجيشَ الفرنسيُّ أقوى جيشٍ في العَالَمِ، وأرفضُ انتِهازَ الفُرصةِ، والرَّفعُ بِوجهِ الفرنسييّنِ، وأتمنى الهزيمةَ لِلألمانِ، وأنْ يُصبِحَ لونُ الجيشِ الفرنسيِّ أحمراً من دِماءِ الألمانِ،
وأتَمَنَى أنْ تَفقِدَ خُيولِنَا العَرَبِيَّةِ عُرفِهَا قبلَ وقوفِهَا بِوجهِ الامبرَاطورِ نَابليون الثَّالِث ِالخ الورقة.” بحسب البيان.
وتسائل كاتب البيان جعفر الحسني الجزائري رئيس المؤسسة هل يُعقلُ لأيِّ عاقلٍ تَصديقُ فَحوى هذه الرّسائلُ، وهكذا خِطابٌ هَزَلِيٌّ لِعالِمٍ رَبّانِيٍّ مِثل الأميرِ عبدِ القادرِ، والحُكمُ لِلعاقلِ في هذا الادّعاءِ.؟
وكشفت المؤسسة زيف محتوى الرسالة بقولها: ” فقد تمَّ أسرُ الامبراطور نابليون الثّالثِ بالحربِ مع الألمانِ في معركةِ سيدان عام 1870م، وانتصرَ خِلالُها الألمانُ على الفرنسيُّون بسهولةٍ فكيف تطلُّبُ ألمانيا النَّجدةَ من الأميرِ بعد انتِهاءِ الحربِ ويَزعَمُ هذا المُدَّعِيِّ بِأنَّ بسْمَارك قَد طَلَبَ ذَلِكَ مِنَ الأميرِ عَام 1871م أيِّ بعدَ عَامٍ مِن سُقوطِ نَابليون،واشتُهِرَ الألمانُ آنَذاك بِحداثَةِ السِّلاحِ الحَربيِّ، وتَطورهِ، وبمُقابِلِها تَراجعُ القُوَّةِ الفرنسيَّةِ ،هل لَحَظتُمْ حبلَ الافتِراءِ، والكَذِبِ كم هو قصيرٌ؟”
ومتسائلة هل يُعقلُ لجوءَ الألمان إلى طلبِ مساعدة الأميرِ وهي الّتي تفوقتْ على الفرنسييّنَ بشكلٍ سلسٍ ويسير؟
وأوضحت أنّ ” نابليونُ كان صادِقاً في تصريحاتهِ لِلأميرِ، و لِلسُّلطةِ العُثمانيّةِ حقّاً أنّ الإجرامُ، والقتلُ وسيلةٌ خاطِئةٌ لِاستِمرارِ الاحتلالِ الفرنسيِّ في الجزائر ِ، ولو استمرَ نابليونُ بِالحُكمِ رُبّما فكرَ بإعطاءِ الاستقلالِ لِلجزائرِ، والدّليلُ بأنّهُ جرّت نِقاشاتٌ سِريَّةٌ بينه، وبين الأمير في لِقاءهِما في باريس عام 1865م الذي له صورةٌ حقيقيّةٌ لذلكَ الاستقبالُ المُهيّبُ.
 وأشارت إلى أنّ آيت حمودة تَجنَبَ  الإشارةَ لها لِأنّها صورةٌ حقيقيّةٌ، ولِيَقيِنِهِ بٍأنّها تُناقضُ افتراءاتهُ، فلا يستقبلُ الامبراطورُ الأميرَ بِالنّديةٍ التي كانت الصُّورةُ الحقيقيَّةُ عليها إلاّ العُظماءُ، وجُسدّتْ وسُجِلتْ تِلكَ الصُّورةُ الوحيّدةُ للأميرِ في فرنسا سُمُوّهُ.
وهذه الدّعوةُ التي وافقَ عليها الأميرُ من نابليون وقد طلبَ منه العودةَ إلى حُكمِ الجزائرِ ، فقط جرى الخِلاف بِنُقطةِ رفضِ الأميرُ بٍأنْ يكونَ نائبٌ لِامبراطورٍ، وليس مُستقلٌ بِشؤونِ الحُكمِ ،آنذاك برَّرَ لِلأميرِ بِأنّها مرحلةٌ أولى؛ لٍيتقبلُ الشّارعُ الفرنسيّ هولها، وإلّا سيثورُ عليهِ، ويعتبرونَ نابليون خائناً بعد كلِّ إنجازاتِ الفرنسييّنَ لِيُسلّمها للأميرِ بهذه البساطةِ، فلهذا حرِصَ نابليون حِرصاً شديداً على مَنعِ تسريبِ الأفكارِ لِلصّحافةِ، والرّأيّ العامٍ، فَمِن هذا المُنطلَّقُ لم يلتفتُ أحدٌ لِلتوقيتِ المٌناسبٍ الّذي استغلهُ الأميرُ مباشرةً بعد سُقوطِ حُكمِ نابليون عام 1870م؛ لِيُرسلَ نجلهُ الثّانِيّ مُحيّيّ الدّين مطلعَ العام 1871م؛ لِيُفَجِر ثورةً في الشّرقِ الجزائريٍّ، ومِن خِلالِها يَتحَسَسُ النّبضُ من الشّارعِ الجزائريِّ، وظُروفَِهِ إنْ تهيّأَ لِاستِئنافِ الثّورةِ، ولكن أبانتْ الأقدار بعد إخمادِ الثّورةِ، وهزيمةِ الأميرُ مُحيِّيِّ الدّينِ في المعاركِ بِأنّ الظُّروفَ غيرُ قابِلةٌ لِلجاهِزيّةِ، فنوايا الاستعمارِ مُتغلغلةٌ في النُّفوسٍ، وهذا ما يَخفىَ على الجزائريون.
وبحسبها “وقفَ نابليون الثّالث، وتحالفَ مع خليفةِ المُسلِّميّنٍ عبد المَجيدِ خان في حربِ القرم ِ عام 1853م حتّى 1857م ضد روسيا القيصريّة؛ِ لِأسبابٍ قد يُطالُ شرحُها، تِلكَ الحُقبةُ غامِضةٌ لدّى الكثيريّنَ، ولِهذا ظُلِّمَ الأميرُ مِمَّن يَجهلُ تفاصيلَ التّاريخِ هذا الّذي قاتل فيه الجُنديُّ العُثمانيُّ المُسلٍّمَ إلى جانبِ الجنديِّ الفرنسي الكاثوليكيِّ ضِد الجُنديُّ الرُّوسيِّ الأرثوذكسيِّ بِسابٍقةٍ فريدةٍ من نوعها بٍتاريخِ الحروبِ المسيحيَّةِ الإسلاميّةِ.
وفرنسا (نابليون الثّالث) كانت مُتحالِفةٌ عسكرياً مع جيوشِ المُسلِّميّن، وكان جُنودِهِما يُقاتٍلانِ في خَندقٍ واحدٍ، ونَالا النّصرَ على الرُّوسِ مَعاً، وبِسقوطِ نابليون الثّالث دُفِنتْ معه أسرارَ حُقبَتِهِ، ومَشاريعهِ، وغابت تفاسيرُها، بحسب المصدر ذاته.
وأرفق البيان بالصُّورةَ الوَحيدةَ الحَقيقِيَّةَ لِلأميرِ فِي فَرَنسا، وبَعضٌ من صورِ مِيداليات أغّوات فرنسا في الجزائر التي تشابهت على المُفترين.
حسام الدين وائل
May be an image of 5 people

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا