اختصر المندوبون للمؤتمر العام لحزب جبهة المستقبل، أشغالهم التي كان يفترض أن تستمر لثلاثة أيام –تنتهي غدا السبت-، بتتويج احد الفرسان لقيادة هذه التشكيلة السياسية، لقيادة الحزب.
كانت كل المؤشرات تتجه إلى الدكتور فاتح بوطبيق، رئيس الكتلة البرلمانية للحزب في المجلس الشعبي الوطني، خاصة بعد المطالب الناعسة للمكاتب الولائية للحزب منذ الأسبوع ما قبل الماضي، المتعالية بضرورة رحيل رئيس الحزب عبد العزيز بلعيد، وبالمقابل الدعوة وبقوة لترشح بوطبيق لرئاسة الحزب، لكن هذا الأخير فضل عدم الترشح آخذا بعين الاعتبار القاعدة “لا نتقدم للمسؤولية والمنصب بل نُرشح لها”، وهذا حتى يكون متيقنا من حصول إجماع على شخصه يمكن له من أداء مهمته في لم شمل جميع المنخرطين في الحزب عبر الولايات 58 ولاية، وأن لا يكون غير مرغوب فيه من البعض.
وكانت المؤشر الأكبر على رغبة الجميع في تولية بوطبيق للمنصب السامي في الحزب، اختياره لرئاسة أشغال المؤتمر العام، الذي افتتح الخميس، وبعد تيقن الجميع من أن الحزب سيكون في “أيدي أمينة” عند الدكتور بوطبيق، تقرر تزكيته بالإجماع للمنصب، فما كان له إلا قبول الخيار، وبداية مهمة نبيلة، ياركم فيها خبراته كرجل قانوني وسياسي متمرس وبرلماني متميز ورجل وطني مخلص وصاحب رؤية ثاقبة ونظرة مستقبلية مستشرفة .
