لن تبقى السجون مغلقة

0
364
السجون

يحتفل الشعب الفلسطيني في كل عام في مختلف أماكن تواجده في هذا اليوم الموافق لـ 17 نيسان بيوم الأسير الفلسطيني، الذي إعتمده المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974 يوما وطنيا وفاء للأسرى الفلسطينيين وتقديرا لنضالاتهم وتضحياتهم وللتعريف في قضيتهم الوطنية والنضالية والإنسانية.

اعتمد هذا اليوم وهو يحمل دلالات كبيرة فهو نفس اليوم الذي تحققت فيه الحرية للأسير الأول ” محمود بكر حجازي ” ضمن عملية تبادل للأسرى مع العدو الصهيوني صفقة أسير مقابل أسير عام 1971، وهو تأكيد على أن الثورة الفلسطينية لا يمكن أن تترك أبناءها في قبضة السجان، والأسير محمود بكر حجازي هو الأسير الأول للثورة الفلسطينية المعاصرة، والذي كان ضمن المجموعات الأولى لقوات العاصفة التي إنطلقت في الفاتح من يناير عام 1965 للضرب بالعمق الصهيوني، الأسير الذي رحل عنا هذا العام بعد أن جسد المثال المشرف للفدائي الفلسطيني في إعتقاله وصموده ونضاله، كما فقدنا هذا العام كثيرا من الإخوة الأسرى الأبطال داخل سجون الإحتلال وخارجه، هؤلاء الأسرى الذين ضحوا بحياتهم وشبابهم وابتعدوا عن عائلاتهم وأبنائهم وأمهاتهم من أجل حرية فلسطين وتحرير المسجد الأقصى، وقفوا صامدين أمام آلة البطش والتعذيب الصهيوني، وضربوا مثلا للصمود والتحدي وكانوا مثالا شامخا لمليون فلسطيني دخلوا سجون الإحتلال وزنازينه عبر سنوات الإحتلال ولم تنكسر عزيمتهم وصمودهم أمام عنجهية الفاشية الصهيونية الجديدة. ولا بد لنا أن نستذكر هنا فترة الإستعمار البريطاني في فلسطين وسجونه وجرائمه والذي أسس لقيام دولة صهيون، حيث وقف الشعب الفلسطيني مقاتلا مجاهدا دفاعا عن وطنه وأرضه، ونستذكر أيضا سجن عكا الذي أعدم فيه الأبطال الثلاثة فؤاد حجازي وعطا خيري ومحمد جمجوم الذين صعدوا إلى منصة الإعدام بكل كبرياء وشجاعة.

إن رصيد الشعب الفلسطيني من التضحية والنضال بشكل رسالة واضحة للعدو الصهيوني وللعالم أجمع، أن شعبا فيه مثل هؤلاء الأبطال لن يذوب ولن يستسلم ولن يتنازل عن حقه في أرضه ووطنه وقدسه، وأن النضال الفلسطيني سيتواصل في كافة الأشكال وبكل الظروف.

في يوم الأسير الفلسطيني نقول أن أبواب السجون لن تبقى مقفلة وستفتح مع بشائر النصر وهي قريبة، ونردد ما قاله رئيسنا الصامد أبو مازن (( لن يهدأ لنا بال إلا بتحرير آخر أسير فلسطيني في سجون الإحتلال)) و من هنا من أرض الجزائر الحبيبة الى كل الأحبة في سجون الاحتلال أسرانا وأسيراتنا، إلى كريم يونس ومروان البرغوثي وأحمد سعدات وفؤاد الشوبكي وكل الأحرار الأبطال أن الحرية والاسقتلال ودحر الاستعمار قادم لا محالة، نبراسنا وقدوتنا ثورة الجزائر العظيمة التي استمرت أكثر من مئة وثلاثون عاما وحققت النصر والتحرير بعد أكثر من مليون ونصف المليون من الشهداء ومئات الآلاف من الأسرى والجرحى.

بقلم: أمين مقبول – سفير دولة فلسطين بالجزائر

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا