من لا يعرف يحي بن مبروك، الشهير فنّيا بـ”لابرانتي”، رسم الابتسامة على وجوه العائلات الجزائرية طوال سنوات من الزمن..لماذا قلّ مثيله اليوم وقلّ أمثال حسن الحسني (بوبقرة) وحاج عبد الرحمان (لانسبكتور) وغيرهم؟
عندما تشاهد بعض الأعمال الكوميدية الجزائرية في السنوات الأخيرة التي تعرض غالبا في رمضان بسبب قلّة الإنتاج وظروف أخرى تتعلق بعدم فك ألغاز الصناعة التلفزيونية والسينمائية في الجزائر، تشعر وكأنّك تشاهد ممثلين لا يعيشون معنا.
بعض الممثلين وليس كلهم، يصطنعون الابتسامة لإضحاك المشاهد الجزائري، تنقصهم العفوية المطلوبة في دراميا وكوميديا ما يؤثر سلبا على أداءهم، خلافا لما كان يتمتع به أمثال الراحل يحي بن مبروك، الذي ما إن يتكلم يضحكك، يبهجك، يبعث في نفسك السرور، حقا يتمتعون بموهبة خارقة طبيعية ولدت معهم،..فشتّان بين زمنين زمن العمالقة وزمن “الدخلاء”.
دعونا نتعرف في كلمات موجزة عن الراحل لابرانتي (يحي بن مبروك)، رفيق لانسبكتور في عدّة أعمال كوميدية.
ولد يحي بن مبروك (لابرانتي) في 30 مارس 1928 بالجزائر العاصمة، وتوفي في أكتوبر 2004.
صعد لابرانتي على خشبة المسرح الوطني عام 1940 بعدما استنجد به الراحل مصطفى كاتب، لتعويض أحد الممثلين، وبعد توقف لبضع سنوات، عاد بقوة إلى الركح فبدأت مسيرة الشهرة من بوابة “الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني”، وقدم مسرحيات عديدة من بينها “وردة حمراء لي”، “الغولة”، “ما ينفع غير الصح”، كما شارك لابرانتي، في السينما والتلفزيون ليقتحم المجال قوة وببصمة، محققا نجاحات باهرة عبر عدّة أعمال من بينها “رحلة المفتش الطاهر”، “الطاكسي المخفي”، “المشهول”، “القط” وغيرها.
ومما لا تعرفونه عن لابرانتي أنّه كان خارج ميدان التمثيل يؤذن للصلوات الخمس في حال وجد الوقت لذلك، كما كان يحب بعض الأنواع من الأكلات التقليدية من بينها “الشطاطح”، “والسردين”، وطبق “البطاطا فليو”، “والدوارة” ولا يحب “المولوخية”. حسب تصريحات سابقة لأرملته خالتي فاطمة.
كان لابرانتي يعشق “البوزلوف” الذي لا يتناول منه إلا اللسان أو المخ، كما كان يحب “البويون” بصفة يومية قبل نومه.
وعرف الراحل بالطيبة والتواضع ومساهمته في فعل الخير كبناء مسجد بالذي يقطن به “لافيجي “بالعاصمة.
حسام الدين واءل





