قمة تونس والزبد المغربي

0
229

ليس جديداً على الإحتلال المغربي حالة الهستيريا التي تصيبه كلما حقق الشعب الصحراوي نصرا؛ حيث بات الارتباط بين ارتفاع صوت الصراخ المغربي مع كل نكسة دبلوماسية مرتقبا والضجيج المفتعل أمرا مألوفا واعتياديا عند كل مكسب صحراوي قاتل، حتى أصبح يتكرر في كل مرة، وبالريتم ذاته، بل في بعض الأحيان، يعلو الصراخ إلى أن يصل لمستوى التهديد والوعيد كما جاء في آخر خطاب للملك المغربي محمد السادس.

فعندما يفقد المغرب البائس صوابه، فلا تتوقع أي نوع من الإتزان في أخذ القرارات، وعلى هذه القاعدة يمكن فهم مغزى التهجم المغربي على تونس، وتفسير ذلك الصراخ الذي سمعه العالم أمس بمناسبة إنعقاد قمة تونس أو ما يعرف بـ ”قمة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا” (تيكاد 8)، وبالتالي ليس جديدا على مسامع العالم عويل النظام المغربي، بحكم أن المنهج الذي يحكم لغته يكاد يكرر نفسه، ويجتر المصطلحات ذاتها، فقد سبق للإحتلال المغربي وفي كل قمة أن أرعد وأزبد، إلا أن الزبد المغربي يبقى مصيره دوما الزوال والتلاشي، حاله في ذلك حال الأوهام المتورمة والأحلام العبثية.

إن مهاجمة القرارات السيدة لتونس المنسجمة مع مواثيق الإتحاد الإفريقي، تعيد في حقيقة الأمر التجارب السابقة جميعها، وتعيد أيضاً معها قوة عدالة القضية الصحراوية.

قمة تونس ينطبق عليها ما ينطبق على سواها، فمنذ انضمامها إلى الاتحاد الإفريقي مطلع سنة 2017، حضرت المملكة المغربية، جنباً إلى جنب مع الجمهورية الصحراوية، في كل قمم ومؤتمرات وندوات ومختلف أنشطة الاتحاد، الذي تعتبر الجمهورية الصحراوية عضواً مؤسساً له، بعد أن وقعت المملكة على القانون التأسيسي للاتحاد، ونشرت مصادقتها في جريدتها الرسمية: قمة أبيدجان، قمة الموزمبيق، قمة يوكوهاما و يرهم من المحطات الأخرى.

ولا بد من الإشادة بالموقف السيد لتونس الحرة التي تعاطت بردود فعل موضوعية، اتسمت بالجدية والمسؤولية، بما يحفظ سيادتها وكرامتها ووشرفت إلتزاماتها مع قرارات قارتها، وأعطت تونس الدرس لأهل الغطرسة، فرغم أوهامهم، أكدت تونس أنها، أقوى مما اعتقدوا.. وأصلب مما توقعوا.. وأشد ثباتا وتمسكا بمواقفها وأكثر مقدرة في الحفاظ على سيادتها في قراراتها ..‏كما أن الرد التونسي على التهجم المغربي لم يكن مجردا من أبعاده السياسية والإستراتيجية، وجسد أن تونس هي أشد ثباتا وتمسكا بمواقفها وأكثر مقدرة في الحفاظ على سيادتها في قراراتها..‏

اليوم إذا وصلت الأمور إلى النقطة التي كنا كباقي الشعوب الإفريقية على يقين من الوصول إليها، وهي الانكشاف الكلي لدور الإحتلال المغربي لخلق شرخ في الصف الإفريقي وعرقلة البناء المغاربي وبالتالي فإن الثابت أن إفريقيا والشعوب المغاربية قد ملت من هذا الصُداع المغربي ومع قمة تونس تصل الإجابات الوافية أن الجمهورية الصحراوية تبقى حقيقة لا رجعة فيها.

بقلم: لحسن بولسان

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا