قمة النقب ام نكبة القمم؟
الدراجي الاسبطي
تبخرت أحلام المخزن وهو يتلقى صفعة قوية من الكيان الصهيوني وهو الذي كان ينتظر في رد هذا الأخير وتبريراته حول مجازر جنين التي أسقطت كل الأوراق المخزنية وعرت خدام القصر وكشفت ازاعيمهم الداعية إلى المساواة بين الضحية والجلاد.
التطبيع الذي أبداه المخزن وسار في تجسيده على الميدان متحديا كل الأعراف الإنسانية والتاريخية محتكما إلى رؤى مستشاريه اليهود وخذلان اجداده جعله يتعثر أمام عقارب الساعة فقمّة النّقب التي كان مقررا عقدها أجلت والمحتل الصهيوني يقايض ويبتز بموقفه الملح الإعتراف ب”مغربية الصحراء” عند عقد القمة، من جانبه يصر المغرب على تأجيل عقد القمة تحت حجة أن “شريكه” الكيان الصهيوني لم يبد إلى الآن “وجها مقبولا” فيما يتعلق بما فعلته قواته في جينين أو فيما يخص بسياساته الاستيطانية، إضافة إلى بروده مطلقة حيال مسألة الاعتراف بـ “مغربية الصحراء”.
وإذا كان الموقف الصهيوني لا يثير أيّ قدر من الغرابة بحكم مساره التاريخي مع الغدر ونكث العهود، على الأقل خلال الاربعون سنة الأخيرة المقترنة بعمر المفاوضات الفلسطينية-الصهيونية، فإنّ موقف المغرب يدعو إلى الرثاء بعد أن كشف عن مدى غباء وحمق نظام المخزن الذي قبل التطبيع مع الكيان الصهيوني ومضى بخطوات عملاقة في هذا الاتجاه، حتى وصل به الأمر إلى أن يتوسّل كثيرا من كيان لم يكن يعترف به قبل التطبيع.
صيف ساخن يعيشه المخزن وبرودة قريبة من المتجمد تهدد أحلامه الزائفة وتكشف عن وجهه غطاء الخزي والعار فمتى كانت الإمارة انبطاحا ومتى كان الأمير غلاما؟
الدراجي الاسبطي