أثار إعلان فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب المنتخب الجزائري، عن القائمة النهائية الخاصة بتربص شهر جوان المقبل، موجة انتقادات واسعة داخل الأوساط الكروية الجزائرية، وسط استياء كبير من اختياراته قبل المواجهتين الوديتين المرتقبتين أمام رواندا والسويد يومي 5 و10 جوان المقبل.
وتركز الجدل على تواجد لاعبين مثل نبيل بن طالب، ورامز زروقي، وكيفين قيطون، وسعيد بن رحمة، وياسين بن زية، رغم ابتعادهم عن المنافسة أو تراجع مستواهم في الفترة الأخيرة. بالمقابل، أثار غياب أسماء شابة بارزة، على غرار هداف الدوري الجزائري عادل بولبينة، ولاعب شارل لوروا البلجيكي ياسين تيطراوي، ومدافع باري الإيطالي مهدي دورفال، ونجم كوينز بارك رينجرز ريان قلي، تساؤلات عديدة حول سياسة المدرب السويسري في التعامل مع ملف المواهب الصاعدة.
وتتمثل إحدى أبرز ملامح الأزمة في بروز صراع غير معلن بين الجهاز الفني وأولياء بعض النجوم الواعدين، الذين لم يترددوا في التعبير عن انزعاجهم من استبعاد أبنائهم، سواء بشكل مباشر أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو ما يضع الاتحاد الجزائري في موقف حرج قد ينعكس سلبًا على مستقبل العلاقات مع هؤلاء اللاعبين من أصحاب الجنسية المزدوجة.
وساهمت رسالة لخضر قلي، والد اللاعب ريان، عبر صفحته في “فيسبوك”، في إشعال الجدل، حين قال: “أكيد أن لبيتكوفيتش حساباته وخياراته، نحترمها طبعًا.. أما ريان مازال صغيرًا وعنده الوقت حتى يقرر مستقبله الدولي”، ما اعتبره المتابعون تلميحًا لإمكانية تغيير جنسية اللاعب الكروية، في ظل تقارير إعلامية عن اهتمام من الاتحاد الإنجليزي.
وفي سياق متصل، نفى والد بولبينة ما تردد عن احتجاجه على استبعاد نجله، لكنه عبّر عن استغرابه، مؤكّدًا أن ابنه “ملتزم ومجتهد، وعدم استدعائه لا يعني نهاية الطريق”. وأضاف: “الشعور بالإحباط طبيعي، لكن لا بد من احترام قرارات الطاقم الفني”.
ويواجه الاتحاد الجزائري لكرة القدم ضغوطًا متزايدة مع تزايد الأصوات المطالبة بمنح الفرصة للمواهب الشابة، وسط تخوفات من ضياع لاعبين مزدوجي الجنسية في حال استمر تجاهلهم. ويرى مراقبون أن سياسة بيتكوفيتش الحالية قد تُربك مشروع تجديد المنتخب، في وقت يتطلب فيه الأمر توازنًا دقيقًا بين الخبرة والطموح.