انتقدت اللجنة السويسرية لدعم الشعب الصحراوي وبشدة تعاطي اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي مع جرائم المغرب في الصحراء الغربية المحتلة، وغضها الطرف عن الوضع المزري للسجناء السياسيين الصحراويين المحتجزين في السجون المغربية.
وأبلغت اللجنة السويسرية في رسالة وجهتها إلى الصليب الأحمر الدولي، عن صدمتها الشديدة من عدم وفاء هذه المنظمة بالمبدأ الأساسي لمهمتها .
وأبرزت الرسالة التي نقلتها وكالة الأنباء الصحراوية، مجموعة من الوقائع والأحداث حول الوضع المزري لحقوق الإنسان في المناطق المحتلة وتزايد وتيرة الجرائم والاعتقالات في حق المدنيين الصحراويين.
كما سلطت الضوء على الممارسات الانتقامية العنصرية ضد المعتقلين السياسيين الصحراويين، على غرار حالة محمد لمين هدي الذي يتعرض هو ورفاقه للمضايقة والحبس الانفرادي، وسوء التغذية وانعدام النظافة والرعاية الطبية والمنع من الإتصال بأسرهم والتواصل مع العالم الخارجي.
وأشارت اللجنة السويسرية، إلى رفضها لما أقدم عليه وفد تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر بالتنسيق مع هيئة مغربية لا تمتلك شرعية للعمل في الصحراء الغربية عند زيارة مدينتي العيون وبوجدور المحتلتين وما يشكله ذلك من انتهاك صارخ للوضع القانوني للإقليم الذي يخضع لعملية تصفية الاستعمار لم تكتمل بعد بإشراف من الأمم المتحدة.
وأمام القلق المتزايد إزاء وضعية حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وتفاقم ظروف احتجاز المعتقلين السياسيين الصحراويين، دعت اللجنة السويسرية لدعم الشعب الصحراوي، الصليب الأحمر الدولي لإجراء زيارة مستعجلة للمعتقل السياسي محمد لمين هدي للاطلاع على وضعه الصحي بسبب الإضراب المفتوح عن الطعام، والضغط على السلطات المغربية بخصوص ظروف احتجازه المنافية للاتفاقيات الدولية ذات الصلة ولضمان تسهيل الزيارات العائلية.
ويعاني الاسرى الصحراويون بسجون المغرب من ظروف اعتقال قاسية، تدفعهم الى خوض الاضراب عن الطعام الذي أضحى الوسيلة التي يلجأ إليه المعتقل في كل مرة للتنبيه لحالته.
ورغم ما ينجر عنه من تدهور في حالة المعتقل الصحية، فان السلطات المغربية وخاصة السجينة لا تحرك ساكنا.
وتعتبر حالة السجين السياسي الصحراوي محمد لمين هدي، الصحفي، مثالا حيا عن لامبالاة الاحتلال لحالة المعتقلين في سجونه.
ويخوض محمد لمين هدي، اضرابا عن الطعام تعدى ال70 يوما، احتجاجا على ظروف اعتقاله داخل سجن تيفيلت 2 المغربي.
وأمضى المعتقل المحكوم عليه ب 25 سنة سجنا، 10 سنوات في ظل ظروف قاسية، منها 3 سنوات ونصف في عزلة تامة، وسنة دون رؤية عائلته. وخلال الإضراب بقي معزولا وبدون عناية طبية.
وأكدت تقارير صحراوية أن “السجين المذكور لا يتلقى التطبيب رغم مدة الإضراب الطويلة وضعفه الجسدي الشديد والشلل الحاصل بنصف جسده والنقص الحاصل في رؤية العينين والقرحة المعدية”.
للتذكير وجهت العديد من الاوساط السياسية والحقوقية الصحراوية والدولية، نداءات متكررة للصليب الاحمر من أجل التدخل والوقوف على الانتهاكات الخطيرة لحقوق المعتقلين الصحراويين بالسجون المغربية، وايفاد بعثات وزيارات دورية للسجون لتقصي حالتهم.
إبراهيم سعودي