قال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، إن الغاز الجزائري مضمون رغم الخلافات بين الجزائر ومدريد، وهو نفس التأكيد الذي ذهبت إليه وزيرة التحول البيئي، تيريزا ريبيرا، اليوم الأربعاء، بقولها إنه ”لا يوجد ما يشير إلى أن الجزائر سوف تخرق التزاماتها التعاقدية بشأن إمدادات الغاز” .
وقال سانشيز في تصريح لقناة إسبانية إن “إمدادات الغاز من الدولة الأفريقية مضمونة لأن حكومتها قالت إن إسبانيا شريك موثوق”. ورغم أن تصريحات الحكومة الاسبانية تروّج إلى عدم تخوّف اسبانيا من تأثير الأزمة مع الجزائر على إمدادات الغاز، إلا أن الاحصائيات الأخيرة تشير إلى لجوء إسبانيا إلى “الخصم” الروسي من أجل تعويض جزء من الإمدادات الجزائرية، حيث ارتفعت واردات إسبانيا من الغاز الروسي في أوت بنسبة 102.2% على أساس سنوي، وفقًا للبيانات التي نشرتها شركة الطاقة الإسبانية “إيناغاز”، أول أمس الاثنين .
وحسب الإحصائيات، فقد اشترت إسبانيا نحو 4505 غيغاواط/ساعة من غاز روسيا في أغسطس/ اوت مقارنة بـ2228 غيغاواط/ساعة في المدة نفسها من عام 2021. و بالمقابل شهدت واردات إسبانيا من الغاز الجزائري تراجعًا، خلال العام الجاري؛ وسجّلت في جويلية المنصرم نحو 8.5 غيغاواط/ساعة (27.4 مليون قدم مكعّبة)، بانخفاض قدر بـ 13.5 غيغاواط/ساعة (43.22 مليون قدم مكعّبة) في جويلية 2021.
وبلغ متوسط صادرات الغاز الجزائري عبر خط أنابيب “ميدغاز “-وهو خط الأنابيب الوحيد حاليًا الذي يوصل الغاز من الجزائر إلى إسبانيا- خلال العام الماضي نحو 22 مليون متر مكعب يوميًا. ومنذ جوان المنصرم تحل روسيا محل الجزائر، حيث أصبحت ثاني أكبر مورّد للغاز الطبيعي لإسبانيا، بعد تراجع التدفقات القادمة من الجزائر بسبب الأزمة الدبلوماسية. وقد بلغت واردات الغاز الروسي إلى إسبانيا في جوان 8752 غيغاواط/ساعة؛ أي أكثر من الضعف مقارنةً بشهر ماي، وبما يعادل 24% من إجمالي طلب إسبانيا.
وترتبط الجزائر وإسبانيا بعقود حتى عام 2030، عبر أنبوب الغاز البحري “ميدغاز” الذي يربط ولاية وهران الجزائرية -400 كلم غرب الجزائر العاصمة- بألميريا الإسبانية. غير أن اسبانيا تسعى إلى توفير البديل في عز أزمة الطاقة التي تعرفها أوروبا، ويأمل رئيس الحكومة ، بيدرو سانشيز، في “إقناع” فرنسا بإمكانية زيادة ربط الغاز مع فرنسا عبر خط أنابيب الغاز” “ميدكات”.
