زيارة دولة وكأس العرب

0
590
زيارة دولة وكأس العرب

لا تزال زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الى الجارة تونس تلقي بظلالها على المشهد السياسي والإعلامي المحلي منه والدولي، ولا حديث في الشارع التونسي إلا عن وقفة الشقيقة الكبرى الجزائر إلى جانبهم ، وتحملها أعباء الظروف الاقتصادية التي يمر بها البلد الجار في ظل تزايد مخاوف كورونا، ما سجل انخفاضا رهيبا على مستوى الخزينة العمومية، خاصة إذا ما اعتبرنا أن تونس تعتمد في مداخيلها على الجانب السياحي في المرتبة الأولى والزراعي في المرتبة الثانية، وبحكم أن أبواب السياحة ظلت موصدة ومغلقة بسبب الجائحة العالمية فإنها تسببت في انهيار رهيب للدينار التونسي.

يشكل عدد السياح الجزائريين إلى تونس ما يقارب 3 ملايين، أي بنسبة 80 بالمائة من العدد الإجمالي للسياح وهذه الإحصائيات في آخر حصيلة قدمتها الحكومة التونسية لسنة 2019 باعتبارها آخر سنة توقفت فيها حركة المسافرين من والى البلدين امتثالا لبروتوكول الصحة العالمية التي منعت فيها تنقل الأشخاص إلا للضرورة القصوى لمدة فاقت السنتين.

أكدت وسائل الإعلام التونسية أن زيارة الدولة التي قادت الرئيس تبون إلى العاصمة تونس فتحت أبواب المبادرة ومكنت البلد من تجاوز محنته الاجتماعية والاقتصادية ولو على المديين المتوسط والقريب في انتظار عودة الأمور إلى مجاريها الطبيعية، حال الخروج من نفق الجائحة واستعادة الأمن والطمأنينة، لأن أمن البلدين صمام الأمان، وأي تهديد إرهابي مهما كان نوعه سيكون حجرة عثرة في طريق التنمية المشتركة ولن يكون الدعم قائما إلا بتعزيز روابط الإخوة وإعادة الاعتبار لسكان المناطق الحدودية اللذين سقت دماؤهما الأرض إبان الثورة المظفرة.

لا حديث في الشارع التونسي اليوم إلا عن المساعدات الجزائرية ووقوف الرئيس تبون إلى جانب أخيه قيس سعيد، وقد زاد ودهما بعد تأهل فريقا البلدين إلى نهائي كأس العرب بتوقيت زيارة الدولة دون أن يكون الموعد في الأجندة السياسية حسابا، وهي صدفة فرضتها لعبة المستطيل الأخضر، ليكون التتويج مغاربيا واخويا، سواء فازت تونس أو نالت الكأس شقيقتها الكبرى الجزائر فكلاهما فائز والخاسر الأكبر رفضهما للتطبيع جملة وتفصيلا.

دراجي السبيطي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا