رمطان لعمامرة في دمشق…الجزائر تحقق نجاحات أخرى وتؤكد استقلال مواقفها

0
126
الرئيس تبون

تنشط الدبلوماسية الجزائرية بشكل فاعل في المنطقة العربية وسط تحضيرات جدية من قبل الجزائر لاستضافة القمة العربية في مطلع نوفمبر المقبل، ومن المؤكد إن الجزائر تتجنب أن تكون القمة دون خرق حقيقي على مستوى العلاقات العربية العربية التي تضررت بشكل كبير خلال سنوات ما عرف “بالربيع العربي”.

لهذا السبب تأتي زيارة وزير الخارجية رمطان لعمامرة إلى دمشق بحثا عن هذا الخرق من خلال إيجاد فرصة لحضور سورية القمة. حيث تضع الجزائر مسألة عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة على أول سلم الأولويات خلال جهود التحضير للقمة.

وبما أن لعمامرة في دمشق اليوم ويلتقي الرئيس الأسد فمن الطبيعي ان لدى الجانب الجزائري بعض التصورات لتجاوز العقبات التي تعترض هذا المسار.

وحسب مصادر “رأي اليوم” فان موقف قطر المعارض لخطوة عودة دمشق لمقعدها في الجامعة وحضورها القمة العربية في الجزائر بات أقل تشددا.

 وتأتي زيارة لعمامرة لدمشق، بعد أسبوعين من زيارة وزير خارجية سورية، فيصل المقداد إلى الجزائر لأول مرة منذ ست سنوات، وصفت هذه الزيارة في دمشق بأنها ناجحة جدا على صعيد العلاقات الثنائية والعلاقات متعددة الأطراف خاصة العربية. حيث التقى المقداد في الجزائر الرئيس التونسي قيس سعيد الذي دعم حينها موقف سورية رغم انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال الحرب في سورية.

وكانت مسألة عودة سورية إلى مقعدها في الجامعة العربية قد تم مناقشته خلال اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت الشهر الماضي، ولكن لم يتوصل المجتمعون الى قرار بهذا الشأن حسبما صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد ابر الغيط. وحسب مصادر الخارجية فان الجزائر ستعاود طرح مسألة استعادة سورية لمقعدها في الجامعة خلال الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب تحضيرا للقمة العربية في القاهرة. وربما يسعى لعمامرة في دمشق لإحداث خرق جوهري قبيل اجتماع القاهرة للحصول على نتائج خلافا لاجتماع بيروت.

وطالما وصل وزير الخارجية إلى دمشق قادما من العراق فمن الواضح أن الجزائر تسابق الزمن لالتقاط الفرصة. وإضافة حدث إيجابي على صعيد العلاقات العربية خلال القمة المقبلة في الجزائر.

أما على صعيد العلاقات الثنائية فقد تم الأسبوع الماضي الإعلان عن المجلس الاقتصادي السوري الجزائري، وهو خطوة هامة بالنسبة لسورية التي تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، قد يفتح لها هذا التعاون أفاقا جيدة في جوانب الاستثمار والتبادل التجاري والسياحة في ظل العقوبات التي يفرضها الغرب على سورية.

 أما بالنسبة للجزائر فهو قرار شجاع يدل على استقلال القرار السياسي الجزائري وعدم انصياعه للتهديدات الأمريكية والغربية التي تمنع دول عربية كثيرة راغبة بإعادة التعاون الاقتصادي مع سورية لكنها تخشى العقوبات والحظر الأمريكي.

نتائج زيارة لعمامرة الى دمشق لن تكون علنية على الأرجح في الوقت الحالي، لأن الجزائر تعمل بصمت ومثابرة في هذا الملف وتأمل أن يصل إلى خاتمة إيجابية تكلل جهودها بالنجاح، ولا تبحث عن استعراض إعلامي يبدد الجهود أو يعطي صورة غير واقعية عن النتائج والمآلات.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا