تعيش فرنسا الحرية والديمقراطية اليوم اسوأ لحظات تاريخها العنصري بعد فضيحة مقتل الشاب الفرنكو _جزائري نائل على ايدي رجال الشرطة وهاهي تتجرع صنيع اجهزتها ومخابراها البوليسية بتوابل اليمين المتعجرف واليسار المتطرف.
باريس اليوم تتخبط في حصاد من غير موسم ظاهر و نتيجة بينة لتراكمات غضب شعبي تحمل سياستها العنصرية كثيرا وتجرع ويلات القوانين الفرنسية التي تعمدت جره الى فوهة بركان ضد بلده لكن هيهات هيهات وهاهو السحر ينقلب على الساحر غير بعيد عن حدثين مهمين في تاريخ البلدين يجمعهما شهر جويلية حيث الخامس جويلية والرابع عشر استقلال البلدين وشتان بين الحق والحقيقة ولن يستوي الضحية والجلاد امام التاريخ ولو حاولت الممارسات السياسوية تبييضه ونزع الكولونيالية منه
ما يحدث في فرنسا اليوم تجاوز مانسميه في لغة السياسة مجرد رد فعل لجالية جزائرية انتفضت ضد ممارسات ابناء موريس بابون وهذه الانتفاضة غضب شعبي عام تجاه سلوكيات النظام و أجهزة الأمن الفرنسية، و مخرجات منظومة مجتمع عنصري حاقد.
رد الفعل العفوي على الجريمة ، تحول إلى انتفاضة عارمة مست كل أطياف المجتمع الفرنسي، انطلقت عبر مسيرة بيضاء ليتحول ليل فرنسا الى نار ورماد واشتعل الفتيل من نانتير الى باقي المدن الفرنسية الاخرى نانتير، نيس ، بوردو ، ليون ، مرسيليا ،ليل ، تولوز ، وماكرون يهدد باللجوء الى فرض حالة الطوارىء وحظر التجول اذا استمر الوضع على ماهو عليه .
مابين الجريمة والعقاب شعرة معاوية التي تصر الجالية على قطعها الجاليةاذا لم يتم تطبيق القانون على الجميع ولو تعلق الامر برجالات الشرطة ، لانه في تاريخ فرنسا وممارساتها القمعية تمر الجريمة دون عقاب ولا متابعة بالنسبة لجرائم اسلاكها الامنية .
ما يحدث في نانتير هو إنتفاضة ضد العنصرية والظلم والإحتقار القتـل بدم بارد بغطاء قانون 2017 العنصري لن يمر مرور الكرام هكذا ردد المتظاهرون ،بالرغم من وصفهم من طرف اليمين العنصريون بـــ “الفرنسيين من أصول عربية وأفريقية” .
باريس اليوم تشتعل ولن تكفيها مياه نهر السين لاطفاء حرائقها مالم تتخلص من عقدتها التاريخية وتعيد النظر في سياستها الخارجية تجاه الدول المستقلة وماتسميه في قواميسها المستعمرات الفرنسية .
الدراجي الاسبطي