دع المشكلات جانبا لتعيش في الصحة النفسية سعيداً متفائلا بالمستقبل

0
250
المشكلات

نعيش في هذا الزمن كثير من الأحداث متسارعة وأحيانا متناقضة وأحيانا نشعر بصعوبة التأقلم معها ومما ينعكس على الناس فهمها أو حتى التكيف معها أو ربما المقاومة بالصبر النفسي عليها وهذا ما يؤدي أحيانا في بعض النفوس الأفراد رفضها أو إلى الإنفجار النفسي لعدم تحمل شدة وذروة مشاكلها وينتج عن ذلك عدة أمراض النفسية منها الحزن السودوي والعزلة والإكتئاب وأحيانا تصل درجتها في بعض النفوس الضعيفة إلى الإنتحار وفي نفس الوقت وبنفس هذه الظروف العصيبة والأحداث القاسية نجد بعض الناس يقاومون مقاومة النفسية ولا تؤثر عليهم ويرجع ذلك إلى تمتعهم بشخصية صلبة مقاومة تسمى الشخصية الإيجابية.

كما ينبغي أن نعترف بالأمراض النفسية الموجودة في المجتمع الجزائري، وهي طبعا كثيرة ومتفاوتة النسبة المرضية من فرد للآخر، جاءت نتيجة المشاكل النفسية والاجتماعية وعدم الصول الى تحقيق الذات والرضا على الوضع الحالي المعيشي، فالفرد كثيرا ما يصطدم بصدمة عاطفية أو نفسية تغيرله الأشياء المعتادة في حياته وقد يصيبه الإكتئاب واليأس أو يعيش اضطرابات نفسية حادة في غياب العلاج النفسي الذي يكون كضرورة وحتمية لأزمة للخروج منها.

وقد يصاب الإنسان بالمرض النفسي المرتكز على البعد الروحي المستمد من ثقافتنا وتقالدنا كالخلعة أو المس الجني أو بما يعرف لدى آلبعض بأنه مسحور وعاجز عن العمل وعن تحسين وضعه الاجتماعي كأنه يستسلم لمرضه الروحي نفسيا، وهنا يعيش تياهان بين الشيخ والراقي والطالب لأنه مبرمج نفسيا من خلال محيطه و المجتمع الذي يعيش فيه بثقافة الفشل وعدم القدرة على التحمل ولأنه مصاب بسحر وأن هناك من يراقبه ولا يتمنى له الخير وسحره، وهذا ما أعتبره كنفساني هذايان نفسي للفرد داخل محيطه.

وعكس الفرد الأروبي الذي يلجأ للعلاج بالعلم والمعرفة من خلال الطب النفسي، وهنا يزداد هذا المريض أكثر لأنه يبعث رسائل نفسية للمخ ويقنع نفسه بأنه مريض ومسحور ويدخل في الكآبة والحزن السودوي ويعتزل الناس وينطوي على نفسه ويدخل مرحلة خطيرة في تفكيره، بأن ليس هناك علاج إلا الإنتحار نظرا لأنه يعيش إحباط نفسي رهيب، خاصة وأن أغلبهم مصابون بأمراض شديدة حينها يبدأ يشعر بالضغط والتوتر النفسي وقد يفسر كل ذلك أنه مس من الجن، أو سحر من عدوه، أو عين أصابته.

في الواقع وبالفعل إختلطت مع هذه الأمراض النفسية تلك المفاهيم بعضها ببعض وزاد من حدتها المرضية بعض أناس نصبوا لأنفسهم المشيخة وثوارا ضد الجن وضد كل الأمراض الروح بل نسبوا لأنفسهم ما ليس لهم، وكثر الدجل والاستغلال وبعض الآخر نصبوا أنفسهم بالخدعة والأكذوبة الكبيرة المسماة التنمية البشرية وهم لم يدرسوا حتى اختصاص الطب النفسي وهذا ما زاد بأن الكل يعاني ويتألم نفسيا وروحيا.. وهكذا كثر المرضى، وظهر الدجل والكذابون.

ويرجع من جهة أخرى إلى إيمان بالأقدار ونقص درجة الإيمان بالله الذي يسهل ويسير النفس البشرية وما يسره الله له قد يذوب العسير على من عسره الله عليه هذا يفيد العودة إلى الله بقراءة القرآن لعلاج كل الأمراض الروحية.

أما علاج الطب النفسي فهو يعمل على استرجاع الإرادة النفسية والثقة بالنفس والقوة والشجاعة فقط وقد يطول عند البعض ويقصر عند البعض، والذي يرتكز أساسا على قابلية المريض للعلاج النفسي وعدم الانقطاع، وله دور كبير في أي رحلة علاج مع أنه قبل مباشرة أي علاج يجب أن نفرق بين المرض النفسي والروحي بالنسبة للأعراض والتي هي متطابقة تماما ولكن الفرق الذي به نصل إلى الحقيقة هو القرآن وأثره على المريض وقد يتعرض الفرد لضغوط نفسية وإجتماعية في حياته اليومية والتي سببت له المرض النفسي عندما يستمع للقرآن أو يقرأه فإنه يعيش تفاسير القرآن ويصل لفهم كلمات القرآن فيشعر براحة وتسكن جوارحه ويخشع قلبه ويطلب المزيد لهذا قيل ألا بذكر الله تطمئن القلوب وما أحوجنا إليه اليوم ليكون سلوكنا الحياتي.

البروفيسور أحمد قوراية استاذ واكاديمي وخبير في الصحة النفسية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا