خلال رئاستها للجامعة العربية: الجزائر تلم الشمل وترجع سوريا إلى الحضن

0
323

تمكنت الجزائر منذ ترأسها للجامعة العربية، من وضع حد للتشرذم العربي ولم الشمل الذي أثمر بعودة سوريا إلى بيتها العربي، وكذا تحقيق نقلة نوعية لاسيما تجاه القضية الفلسطينية التي عادت إلى واجهة الأحداث بقوة، والتقريب بين الإخوة الفرقاء في فلسطين.

وساهم ترأس الجزائر للجامعة العربية، في جمع الشمل الفلسطيني وتعزيز مبدأ الحوار، خاصة وأن دبلوماسيتها لطالما عمدت، إلى الحلول السلمية، حيث لعبت دورا فعالا ومحوريا في كل الخطوات لدعم القضية الفلسطينية على اعتبارها قضية مركزية ومحورية.

ولم يكن من باب الصدفة أن تحرص الجزائر على تنظيم لقاء فلسطيني جامع قبيل انعقاد القمة العربية، وهي التي سعت في وقت سابق الى إنهاء ملف الانقسام والتشرذم بين الفصائل الفلسطينية، حين استضافت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية، شهر يوليو الماضي، وكان ذلك أول اجتماع لهما منذ 2016.

وتوجت أشغال “مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية” الذي احتضنته الجزائر من 11 الى 13 أكتوبر 2022، برعاية من رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بتوقيع الفصائل الفلسطينية مجتمعة وبالأحرف الأولى، على وثيقة “إعلان الجزائر”، ليكون بمثابة أرضية صلبة لتحقيق الوحدة بين مختلف الفصائل الفلسطينية.

كما سبق لرئيس الجمهورية، أن سجل، خلال إشرافه على لقاء الحكومة بالولاة بقصر الأمم، يناير الماضي، الانتصارات المتواصلة التي حققتها الجزائر في قمة لم الشمل العربي التي كانت فلسطينية بامتياز، مؤكدا أنها “ستواصل على هذا الدرب”، معربا عن أمله في أن تصبح دولة فلسطين، خلال السنة الجارية، “عضوا كامل الحقوق في الأمم المتحدة”.

ويشهد القاصي والداني على ما بذلته الجزائر في سبيل إعطاء القضية الفلسطينية الزخم الذي يليق بها، وهو ما أشاد به رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ، مؤخرا، لدى استقباله من قبل السيد تبون، حيث أثنى على جهود الجزائر في دعم القضايا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

 وأكدت مخرجاتها ضرورة عودة سوريا لشغل مقعدها في الجامعة العربية من جديد، لما لديها من التاريخ والقدرات التي تمكنها من تقديم قيمة مضافة الى العمل العربي المشترك، وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات في العالم العربي تحقيق سلام عادل في الشرق الأوسط.

وبذلت الجزائر، تحت قيادة الرئيس تبون، جهودا حثيثة من أجل إعادة سوريا لمقعدها الشاغر، وهو الذي لطالما شدد على أن سوريا عضو مؤسس للجامعة العربية ولا يمكن عزلها عن محيطها العربي، فرمت بثقلها الدبلوماسي وحنكتها في إدارة الأزمات وتسوية الخلافات، وتقريب وجهات النظر دون كلل، إلى غاية تحقيق الهدف المنشود.

ويشهد التاريخ على أن الجزائر تصدرت قائمة الدول العربية، التي تحفظت على قرار تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، أواخر نوفمبر 2011، على خلفية الأزمة التي عرفها هذا البلد الشقيق، وظل موقفها ثابتا إزاء ذلك، ولطالما طالبت بتمكينها من العودة إلى الجامعة العربية وعدم ترك مقعدها شاغرا، وعملت على ذلك طيلة فترة ترأسها للجامعة العربية على مستوى القمة.

ولم تتوقف الجزائر، بتوجيهات من الرئيس تبون، في إشهار ملف عودة دمشق إلى بيتها العربي في كل اجتماع من اجتماعات جامعة الدول العربية، بناء على مخرجات قمة لم الشمل، وهو الذي سبق أن قال “نحن عندما ننظم قمة عربية نريد أن تكون جامعة وانطلاقة للم الشمل العربي الممزق. نحن دولة تجمع الفرقاء دائما”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا