خاطرة كتبها الشيخ عبد القادر زيتوني رحمه الله أياما قليلة قبل وفاته ..

0
567

خاطرة شوق إمام مريض إلى مسجده:

اللهم صبرا صبرا.. اللهم ارفع البلاء ويسر الشفاء وتقبل الدعاء..

كم هو صعب فراق المسجد والله.. وقد ألفناه والله..

ارتباط الإمام بمسجده ارتباط الروح بالجسد.. كلما أذن المؤذن أوحان وقت الصلاة والقلب يقطر دما ويتذكر والذكرى مؤرقة..

إنها صلاة الجماعة والجمعة ولقاء الأحبة..

يتذكر الإمام استووا.. سدوا الخلل.. لاتختلفوا. الله أكبر..

فما أعظمها وأرقها من كلمات..

الكل مستبشر فرح مسرور بتلك الصلاة.. والصلاة نور.. يحصل الجميع على النور.. نور على نور..
يشتاق الإمام إلى درسه وخطبته وكلماته التي يلقيها.. فبين تحضير واستحضار وحفظ وبحث كل ذلك يجد له حلاوته التي لا يجدها في غير هذا..

إنها الأيام التي لا منها عوض ولاقيمة.. عزاؤه قول نبي الله صلى الله عليه وسلّم: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثلما كان يعمل صحيحا أو مقيما..

يشتاق الإمام إلى أهل مسجده ويشتاقون إليه.. والود والاحترام بين الجميع قائم..
لا شيء يؤثر على من ابتلي بهذا كزيارة أهل مسجده له حين مرضه والله.. فيتذكر الأيام الخوالي وكل لحظة له معهم.. فتراهم يخصونه بالدعاء والاعتناء.. ولربما قال أحدهم صادقا والله ما تركناك في سجدة من سجداتنا لتعلق الأمر بشعيرة الصلاة وكل صلاة تذكرنا بك.. فما أعظمها من كلمات مؤنسة تبعث الأمل والفأل والرجاء..
اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيرا منها..

والله حقا إنها مصيبة الشوق إلى بيوت الله الآمنة وهي بيوت الأتقياء.. والمسجد بيت كل تقي..
الأمل في الله أن نجتمع ثانية مع أهل المسجد ونعود إلى محرابنا ومنبرنا وكرسينا.. وما ذلك على الله بعزيز..
فاللهم يسر لنا ذلك واجمعنا بمن نحب في طاعتك يا رب العالمين..

كتبها من سرير المستشفى المرحوم عبد القادر زيتوني

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا