عادت ظاهرة غزو حشرة القمل لرؤوس التلاميذ خاصة بالسنتين الأولى والثانية ابتدائي إلى جانب الروضات، للظهور من جديد، في غياب الرعاية الصحية التي يفترض أن تتوفر بالمؤسسات التربوية.
حيث اشتكت الأسر من تعرض أبناءها لما يعرف بمرض الفقر، بعد ملاحظتها أبنائها يحكون رؤوسهم بشدة وبعد فرك شعرهم تبين وجود مستعمرات للقمل، مما دفعهن للتوجه مباشرة إلى المدرسة ويطلبن تفسيرات، لتكتشف أن الظاهرة تغزو كل الاطفال، ما دفع بالعائلات إلى تحميل المسؤولية للمحيط المدرسي، هذا الأخير الذي أكد انعدام توفر عنصر النظافة بأغلب الأسر. وهو ما عرفته فعلا مدرسة “عشير شيخ” ببلدية عين الكرمة التابعة لبلدية بوتليليس، منذ فترة قصيرة، بعدما غزت حشرة القمل رأس 250 تلميذا يزاولون تعليمهم بها، واستحال القضاء عليها حتى أنها انتقلت إلى الطاقمين التربوي والإداري بها. مما حول الدراسة إلى جحيم تعيشه البراءة، فهي تواجه البرد بأجسامها النحيلة في غياب التدفئة التي غالبا ما يكون سببها هو انعدام مادة المازوت التي تتحجج البلدية بعدم توفرها عليه، إلى جانب التضور جوعا في غياب وجبة الغداء الساخنة وحتى الباردة.
وحسب رئيسة لجنة التربية، التعليم العالي والبحث العلمي والتكوين والتعليم المهنيين بالمجلس الشعبي الولائي لوهران “مفيدة ذياب”، فإن القضاء على حشرة القمل يستدعي مجهودا من طرف أسر التلاميذ، إلا أن الفاقة وحاجتهم الملحة حرمتهم حتى من توفير ثمن حلاقة شعر أبنائهم، مما جعله ينمو ويصبح كثيف، ما صعب عملية تنظيفه، مضيفة أنه في الواقع هناك لجنة صحية خاصة بالمتمدرسين، تكفلها البلدية، تعمل على التنسيق بين مصالح مديريتي التربية والصحة للتلاميذ، تقوم بالمرقبة بصفة دورية وتعلم الأطراف المعنية في حال حصل طارئ مثلما هو اليوم مع غزو القمل.
في السياق ذاته، حذر الأطباء من انتشار هذه حشرة ـ القمل ـ التي تتسبب في حدوث عدة أمراض كالقلق والجروح جراء الحك المستمر على مستوى الجلد وفقر الدم نتيجة امتصاصها لكميات من الدم، طالبين من العائلات توفير عنصر النظافة للجسد والملابس واتباع كل الطرق الصحية التي تزيل القمل عبر استعمال مضادات القمل المتوفرة بالصيدليات، محذرين أياهم من اتباع الطرق القديمة المتعلقة برش مبيد الحشرات على جلد رأس المصاب بالقمل، بغية استئصال ـ الصيبان ـ لأنها خطيرة جدا على صحة الإنسان، على غرار خلق مضاعفات مرتبطة بالتنفس وحدوث الحساسية الجلدية.
مريم عبارة