تمر اليوم الذكر التاسعة لوفاة الرئيس الأول للجزائر بعد الإستقلال الفقيد أحمد بن بلة الذي وافته المنيّة يوم 11 أفريل 2012 بمنزله بالعاصمة عن عمر ناهز 95 عاما.
ولد أحمد بن بلة في 25 من شهر ديسمبر عام 1916 بمدينة مغنية وسط أسرة من أبوين وسبعة أطفال، وبمدرسة البلدة درس وهو في عمر 11، ثم إنتقل إلى تلمسان ليواصل الدراسة.
بعد استقلال الجزائر عيَّن الراحل أحمد بن بلة على رأس الدولة الجزائرية الفتية، بذلك أصبح “سي حميميد” يسميه رفاقه أول رئيس للجزائر الحرة المستقلة.
حيث عمل بكل جدِّ من أجل عودة الجزائر إلى عربية إسلامية، ووضع حدّاً لتبعيتها للرأسمالية الغربية، بعد احتلال دام لأكثر من 130 عاماً.
بعد تنحيته من الحكم في 19 جوان 1965 بقي أحمد بن بلة تحت الإقامة المحروسة إلى غاية جويلية 1979 بعدها تم وضعه تحت الإقامة الجبرية بالمسيلة قبل أن يطلق سراحه في أكتوبر1980.
آمن الراحل بالفكر الاشتراكي، مما جعله يصطدم ببعض أعضاء جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، كما كان الاختلاف في بعض وجهات النظر بينه وبين رفاق الكفاح بمجلس الثورة الجزائري سبباً في شعورهم بالتهميش عقب إعلان الاستقلال، وبعد أن احتفظ بن بلة لنفسه بالعديد من المناصب الهامة.
وبعد أن توفي هواري بومدين وتولى الشاذلي بن جديد السلطة، تم الإفراج عن بن بلة في عام 1980م فسافر إلى فرنسا ومنها إلى سويسرا، وطاف بالعديد من الدول العربية والأوربية، وعقب تحسن الأحوال في الجزائر عاد بن بلة مرة أخري مبدياً رأيه في السياسة الجزائرية، فطالب بحياة سياسية ديموقراطية تحترم حقوق الإنسان، لكن سرعان ما غادر الجزائر مرة أخرى عقب إقالة الشاذلي بن جديد، ليعود مرة أخرى في التسعينات في عهد رئيس الحكومة بلعيد عبد السلام.
عاد بن بلة الى الواجهة وفي عام 1991، أين شارك في الانتخابات ليحقق نسبة ضئيلة من مجموع أصوات الناخبين وفي نفس السنة احتج على قرار حل الجبهة الإسلامية للإنقاذ، وغادر الجزائر مجددا وتوجه إلى سويسرا.
وكان منذ 2007 رئيسا للجنة العقلاء للاتحاد الافريقي وهي هيئة من أجل الوقاية والتدخل في الأزمات التي تهز القارة الإفريقية.