-
لسنا أقل تضحية واستشهاد ممن سبقونا لتحرير الجزائر
-
الحدود الجزائرية موروثة على ثورة التحرير و مرسومة بدماء الشهداء و المجاهدين
أكد الأمين العام لمنظمة أبناء المجاهدين خلفة مبارك أن الجزائر مستهدفة أكثر من أي وقت مضى فالتحرشات كثيرة و عديدة على الدولة الجزائرية نتيجة عدة اعتبارات اقتصادية و اجتماعية وتفتحها على بعض الدول الصديقة و الشقيقة لربط علاقات أكثر فعالية.
تتعرض الجزائر إلى هجمة شرسة تقودها فرنسا الكولونيالية و أذناب المخزن – لماذا هذا التكالب الشرس و في هذا الوقت ؟
إن الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الجزائر و التي تقودها فرنسا الكولونيالية و أذناب المخزن في تكالب شرس و في هذا الوقت بالذات ، فليس غريبا على فرنسا الاستيطانية و لا أقول الاستعمارية لأنها لم تجد أرض خالية و عمرتها إنما وجدت أرض خصبة فدمرتها و استوطن حلفائها وربائبها من الكولون من مختلف دول العالم فوصل إلى مليون كلونيال.
وانطلاقا من الهزيمة الفرنسية في حرب تحرير الجزائر و الذي كلفها الإعانة و الاستعانة بالحلف الأطلسي حتى وصل مرتزقيها إلى الملايين بحرب الجزائر ناهيك عن أسلحة محرمة دوليا بالإضافة إلى تجربتها للقنبلة النووية في عين مقل و رقان و الذي مازالت معاناتها إلي اليوم على الإنسان و الأرض ، الحيوان ، النبات .
هذه الهزيمة النكراء و الذل و الخذلان عار و خيبة الأمل و الطموح لتمسك بالجزائر و فشل التحدي و انهيار الاقتصاد وسقوط حكومات متتالية و التي طالما نادت بأن الجزائر فرنسية ، و عكسها شعب عظيم الجزائر جزائرية هي التي ولدت اليوم الكره و الكراهية و الحقد الدفين على الجزائر و عليه لم ينسوا و إنما تناسوا مرغمين وعلى فرنسا و أذنابها و حليفها اليمين المتطرف و الكتاب المأجورين و المزيج الفرنسي للوبي الصهيوني و بائع الذمم كلهم مجندون لتحطيم الجزائر الجديدة و المنتصرة و صاحبة المواقف و المبادئ الثابتة الداعمة للشعوب و التواقة للحرية و السيادة في إطار الشرعية و القوانين الدولية و جمعية الامم المتحدة .
تمارس فرنسا الاستعمارية خطاب الكراهية مستغلة توقيف الفرنكوفوني بوعلام صنصال لتأليب الوضع و التدخل في سيادة الدولة ؟
في كثير من الأوقات تتولد أشياء غريبة و عجيبة في نفس الوقت طابعها الكراهية و دليلها العبث و التخلاط ، مصدرها الحقد و الكراهية و الحسد و الفشل في تحقيق المطالب التي تضمن الرقي و السعادة للشعوب التواقة للعدل و المساواة و التقدم و الرفاهية و لتضمن التطور و العصرنة لشعبها .
ليس غريبا على فرنسا الاستعمارية الاستيطانية الاستدمارية أن تحمل راية الحقد و الكراهية و تزرع الفتن وتكليب الشعوب و تخمر العقول و هي التي عشعشت طيلة قرن و ربع قرن من الزمن في ارض لا علاقة له بها فقتلت فشردت و نفت و عذبت و انتهكت الحرومات فقتلت الرضع و الحوامل و أحرقت الأرض و الجبال و السهول .
ونطرح سؤال واحد إذا كانت لفرنسا الشجاعة أو لمؤرخيها ولأجيالها المتعاقبة و لجنرالاتها سواء الذين يلتزمون الحقيقة في سرد التاريخ أو غيرهم على اجابة واحدة .
قتلتم في يوم واحد و بتاريخ 08ماي1945 خمسة و أربعين ألف شهيد ،اليوم الجزائر الجديدة و المنتصرة قوة فاعلة وقوية و متضامنة على مستوى الوطن و على مستوى المغرب العربي الكبير و العالم العربي فهي تزعج الأعداء وتسعد الإخوة و الأصدقاء ، خاصة بعد النهضة التي تعرفها في المجال الاقتصاد الوطني المتنوع و العزف على الاستراد و الاكتفاء بالانتاج المحلي وهي على ابواب الاكتفاء الذاتي فيما له علاقة برفاهية المواطن ، أما استغلالهم لذريعة الفرنكوفوني بوعلام صنصال مستغلين توقيفه لتأنيب الوضع و التدخل .
تعيش الجزائر في فضاء إقليمي متوتر أليس من الواجب الدعوة الى جبهة وطنية داخلية لتقوية الصفوف و حماية الدولة.
فعلا الجزائر اليوم مستهدفة أكثر من أي وقت مضى فالتحرشات كثيرة و عديدة على الدولة الجزائرية نتيجة عدة اعتبارات اقتصادية و اجتماعية وتفتحها على بعض الدول الصديقة و الشقيقة لربط علاقات أكثر فعالية ، إن الأمن و الاستقرار و الوحدة الوطنية و التطور الاقتصادي و بناء الجزائر الجديدة و المنتصرة و وإيقاف الاستيراد و تشجيع الإنتاج المحلي و العمل للوصول إلى الاكتفاء الذات في إطار عدم استراد الحبوب و غيرها و الاعتماد على ماهو محلي ، صار مصدر إزعاج و حسد وكراهية و تحرش على الدول الجزائرية ، إن المواقف الثابتة للجزائر حول الدعوة إلى تحرير الشعب الصحراوي وإقامة دولته وفقا لقرارات الأمم المتحدة و الاتحاد الإفريقي و بعض المنظمات و الأعراف الدولية و كذا القضية الفلسطينية من أجل إقامة دولتها و عاصمتها القدس الشريف ، إن دفاع الجزائر على الشعوب المضطهدة و التي مازالت تحت تأثير استعمار مستمدة ذلك من ثورة التحرير و رفضها عبودية المستعمر ، إن رفض الجزائر للتطبيع مع اسرائيل له أسباب و مسببات بالنسبة للدولة الجزائرية و على سبيل الذكر ،فأثناء حرب التحرير 1954 انحاز يهود الجزائر إلى فرنسا مع أنه من مواليدها و غير ذلك .
إن التهجم على الحدود الجزائرية مع المخزن ليس أمر جديد فقد فعلتها بعد الاستقلال و فشلت كما أن الحدود الجزائرية موروثة على ثورة التحرير و مرسومة بدماء الشهداء و المجاهدين والأشقاء في المغرب و الجزائر و أعني بذلك الشعوب تعرف ذلك ، أما الاستعانة بعدو الأمس صار صديق اليوم فهذا لا و ألف لا ونحن مستعدين للذود عن بلدنا إلى أخر قطرة دم في سبيل هذا الوطن الذي لا وطن لنا غيره.
إن الأسرة الثورية و أحفاد المجاهدين و الشهداء و الوطنيين المخلصين لهذا الوطن مازالوا قادرين على صنع القرار و الذود على الجزائر بكل مايملكون و أرواحهم فداء الوطن وتجربتنا طويلة طيلة العشرية الحمراء عندما قاطعنا الأصدقاء و الأعداء فالجزائر شرقا و غربا شمالا وجنوبا هي أمانة الشهداء و المجاهدين وسوف تدفعه وتنطلق من محطات الأسرة الثورية و الوطنية على إنشاء جبهة وطنية إن شاء الله.
تحولت بعض الدول إلى كيانات وظيفية، وفقدت دورها المحوري ، فهل يعني هذا أن الدولة الوطنية في منحنى تنازلي ؟
العالم يتغير و الأجيال تتعاقب و يبقى التاريخ شاهد و حكم على مواقف الدول و ثوابتها تبقى شاهدة لتروي سلسلة الأحداث التي صنعت مصير أمة تواقة إلى العدالة الاجتماعية و التطور و الحداثة بين أبناء الوطن الواحد و الانتماء الروحي لقداسة الوطن و التفاخر انطلاقا من قناعات متبوعين ولسنا تبع ، فالحقيقة التي لا يختلف فيها اثنان أن التغيير الحاصل في بعض الدول سواء كانت الشقيقة أو الصديقة أصبحت تبحث عن مصلحتها الذاتية و تحصر كل مطالبها و حتى سيادتها في السكوت و الخضوع و الخشوع للأوامر الفوقية خاضعة لنفوذ الغير مستسلمة و منفذة لكل مايطلب منها دون مراعاة للأصول و الفروع و الروابط الدينية و الأخوية و حتى العلاقات التضامنية و المعاملات الاقتصادية و بذلك فقدت دورها المحوري و ألتحالفي في حل النزاعات و الخلافات و مواجهة التهديدات الخارجية .
وهذا نتيجة فقدان حلقة الثقة بين الحاكم و المحكوم و البعد عن السيادة الشعبية بالإضافة إلى عدم تطبيق الديمقراطية الحقيقة و الخضوع إلى عدم إرادة الشعوب بل العمل على إبادتها و الهدف من وراء ذلك مصادرة القوة وسلطة الحكم على كل من يخالف إرادتها .
إن الدولة الوطنية القادرة على صنع القرار و إصدار المواقف الثابتة و الراسخة و الذي لا تنحني أبدا عن مبادئها مؤمنة بوحدة وطنها و قوة جيشها و إيمان أبنائها بالذود و الدفاع عنها أصبحت اليوم مستهدفة من أجل إخضاعها لمطالبهم و هي مكروهة على ذلك و مجبرة على الخضوع و الخشوع على حتى حساب شعبها و سيادتها ، لكن و الكرامة و الشرف و عدم الخشوع للغير لعالم لا يؤمن إلا بالقوة و الجبروت يفعل و لا يسأل وينفذ ويبدي أطماعه وهيمنته بالظلم و القرارات المأجورة و الاستبداد الذي لا يطاق دون مراعاة القوانين الدولية و الأعراف وحقوق الإنسان ومع هذا لن يمحي أو يزيل هذه الدول الوطنية من الوجود لأن ثمن السيادة و الحرية هو الدم و التضحية و العزة بكرامة التاريخ الذي يشهد لها لا عليها .
أي دور لمنظمات الأسرة الثورية في ظل التكالب الغربي و ألمخزني على الجزائر؟
علمنا التاريخ بأن الأجيال التي قادت شعوبها إلى الانتصار و لو في زمن الانكسار هي التي استوعبت الدروس من الماضي لتصنع الحاضر و المستقبل على المخزن و أذنابه و من حذا حذوه والذي هرول للتطبيع مع اليهود معتقدا أنه بذلك يحمي كرسي عرشه و التمديد في حكمه مخالفا لإرادة شعبه ودينه بمراجعة التاريخ أثناء صدر الإسلام أو ما بعد و إلى يومنا هذا ويبقى السؤال مطروح.
و من هنا نذكره بما فعل من سبقه و من من استمد حكمه عندما استهتر بالشعب الجزائري و جيش التحرير في مطلع سنة الاستقلال للدولة الجزائرية و أراد الهيمنة و السيطرة و التوسع على الحدود الجزائرية متطاولا ناسيا رابطة الدم و التاريخ فعلمه أبناء الجزائر جيشا و شعبا درسا مازال التاريخ يحفظه و يصنعه رغم أن الجزائر كانت في أول عهدها في الاستقلال فلم تضمد مازالت جراحها غائرة و دموع أبنائها لم تكفكف نتيجة خروج الجزائر من حرب كانت عبرة لكل ظالم متغطرس.
أما تهديدات فرنسا و حلفائها و عليها كدولة تتدعي الديموقراطية و العدالة أم تتذكر ماصنعه أبناء الجزائر فدماء نهر الصون و الرون شاهدة على ذلك ، و عندما أوصل أبناء الجزائر الحرب إلى قلب باريس.
نحن نؤمن في الجزائر أن قوتنا تكمن في وحدتنا و رص صفوفنا و جمع كلماتنا ووحدتنا الوطنية و قوة جيشنا الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير و مختلف قواتنا الأمنية على مختلف تشكيلاتها هي بمثابة الذرع الحصيل و الصخرة التي تتكسر عليها كل الصخور.
إن رجالات الأسرة الثورية و أبنائهم و الوطنيون المخلصين و الغيورين على هذا الوطن فهم مسؤولين على التجنيد و التوعية و الشعور بما يمس الحدود الوطنية منتشيين بالروح الوطنية و التموقع إلى جانب الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير للذود و التضحية و الفداء على الجزائر المخضبة بدماء شهدائها إن تلاحم الشعب الجزائري مع الجيش الوطني الشعبي هما صانعي النشر و السيادة.
لنا في التاريخ وقفة يشهد بها لنا كمنظمات الأسرة الثورية و الجمعيات الوطنية أثناء العشرية الحمراء المشاركة و المساهمة في ندوة الوفاق الوطني بتاريخ 24 جانفي 1994 و الثانية في 1996 و كان للعبد الضعيف المشاركة و المساهمة وتوقيع العقد الوطني.
هل ننتظر قيام جبهة وطنية تقودها الأسرة الثورية و التيار الوطني بمجابهة الأخطار الخارجية ؟
قيل الأزمة تلد الهمة ولا يتسع الأمر إلا إذا ضاق كيف لا و نحن أبناء الأسرة الثورية و التيار الوطني لا تقوم بخلق جبهة وطنية عبر كل ولايات و بلديات و دوائر الوطن في مثل هذه الظروف الخاصة والتحرشات الأجنبية و استهداف الجزائر الجديدة و المنتصرة ، إن توفر أسبابها و قيامها موجودة لدى هياكلنا عبر كل ولايات الوطن و النشر القوي الفعال لمناضلين ومناضلاتنا ، إن المنظمات الوطنية القوية و الفاعلة و ضاربة الاطنام في العمق الجزائري وتاريخها في النضال بالإضافة إلى بعض الجمعيات الأخرى كلها حليفة للدولة الجزائرية .
أما بالنسبة لنا كمنظمة لها ارثها التاريخي و مرجعيتها للحفاظ على الذاكرة الوطنية لسنا أقل تضحية وفداء و جهاد و استشهاد ممن سبقونا من اجل تحرير الجزائر من السلف الصالح للجيل الذهبي لثورة نوفمبر الخالدة ستكون انطلاقاتنا للعهد و الوعد للتحضير للجبهة الوطنية الداخلية من بوابة جريدة الشعب القراء مربية الأجيال وشريكة عمر الاستقلال والقدوة في الكلمة الصادقة محبوبة الأجيال والشعب الجزائري و الله شاهد عما أقول .
ومن هذا المنطلق و باعتباري راعي و خادم أبناء المجاهدين ومن عايش الرعيل الأول من الجيل الذهبي و تعلم منهم كيفية ترسيخ الوطنية بين الشباب و مع الجمعيات الفاعلة وفق برنامج ثري سيتم الإعداد له بأنماط قانونية و فعالية تتماشى مع الواقع الحالي من أجل التمسك بالوحدة الوطنية وتقوية الصفوف و الجبهة الداخلية.
دعا رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في أكثر من مرة إلى تقوية الجبهة الداخلية
ان ما دعى إليه السيد الرئيس عبد المجيد تبون هو جوهر السياسة الرشيدة وزرع المثالية مع رفض و نبذ الكراهية و العنف و الفساد و الأنانية.
إن إبراز العلاقات الاجتماعية هي التوعية و إبراز التضامن و التآخي و التآزر و التسامح مع تقبل الأخر ،إن التلاحم و التآخي و التراحم و الشعور بالمسؤولية بين أبناء الوطن الواحد تعزيزا للوحدة الوطنية وترسيخ مبادئ نوفمبر التاريخية و ثورة التحرير المجيدة ، إنما يصنعه شباب اليوم في إطار تحمل المسؤولية و التنمية الوطنية مكتسبا الخبرة و التجربة ممن سبقوه في إطار التنمية الوطنية و المشاركة و المساهمة في الحياة الوطنية وترسيخ مبادئ الدولة الجزائرية السيدة و دعم مؤسساتها الوطنية وكذا الانشغال بالحياة الخاصة بالمواطن و التي طالما شدد عليها السيد الرئيس عبد المجيد تبون في ظل العدالة الاجتماعية و احترام قوانين الجمهورية و خدمة المواطن بالدرجة الأولى من أجل مسايرة العصرنة و التقدم و الرقي و الأمن و الاستقرار في الجزائر الجديدة و المنتصرة، ومن هذا المنطلق أدت المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين و سوف تؤدي واجبها اتجاه هاذ الوطن الذي لا وطن لنا غيره في ارصاء تقوية الجبهة الداخلية من خلال ماقامت به و ماسوف تقوم به عبر كل مناطق الوطن بالتوعية و الإرشاد في مختلف مكاسب الوطن.
حوار /الدراجي الاسبطي