بوغالي:

تحديث المنظومة القانونية لمواكبة الجرائم الإلكترونية أولوية لحماية السيادة

0
111
أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، السيد إبراهيم بوغالي، أن مواكبة التطورات المتسارعة في مجال الرقمنة والذكاء الاصطناعي تفرض على الجزائر تحديث منظومتها القانونية بما يضمن حماية الحقوق والحريات، ويحصّن البلاد من المخاطر الرقمية، دون كبح جماح الابتكار أو تعطيل مسار التحول الرقمي الوطني.
وأوضح بوغالي، في كلمته خلال افتتاح اليوم البرلماني الموسوم بـ “المسؤولية القانونية في الجريمة الإلكترونية والذكاء الاصطناعي (ثغرات تشريعية – تحديات مستقبلية)”، أن الجزائر تولي أهمية قصوى للأمن السيبراني باعتباره ركيزة من ركائز السيادة الوطنية، مشيرًا إلى أن الجرائم الإلكترونية لم تعد مقتصرة على اختراق الأنظمة، بل باتت تشمل الابتزاز الرقمي والتلاعب بالمعلومات عبر تقنيات يصعب تعقبها، مستغلة الذكاء الاصطناعي لإخفاء آثارها.
ونوّه رئيس المجلس الشعبي الوطني إلى أن التطور السريع للفضاء الرقمي يفرض على البرلمانيين إعادة تقييم التشريعات الحالية لمواجهة التحديات المتجددة التي تطرحها الرقمنة، مؤكدًا في ذات السياق على أهمية إرساء توازن دقيق بين حماية الحريات والأمن ومواكبة التطورات التقنية دون المساس بالقيم الإنسانية، وهو ما تسعى الجزائر لتحقيقه بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
كما ثمّن بوغالي الجهود التي تبذلها الدولة بمختلف مؤسساتها في مكافحة الجرائم الإلكترونية، معربًا عن تقديره للمبادرات الهادفة إلى تأطير استخدام الذكاء الاصطناعي ضمن رؤية تشريعية متكاملة، على غرار إنشاء المدرسة العليا للذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني، التي ستتيح للنخب الوطنية تطوير مهاراتهم في هذا المجال الحيوي لخدمة الوطن والمواطن.
وأشار بوغالي إلى أن المجلس الشعبي الوطني بادر بإعداد وثيقة داخلية حول أخلاقيات استعمال الذكاء الاصطناعي لتكون مرجعًا للنواب والموظفين، وتساهم في رفع الوعي بمخاطر الاستخدام غير المنظم لهذه التقنيات، خاصة في سياق الجريمة الإلكترونية، مؤكدا أن الذكاء الاصطناعي يعد فرصة ثمينة لتطوير العمل البرلماني دون أن يحل محل العنصر البشري في مهامه الإبداعية.
وفي سياق متصل، ذكر رئيس المجلس الشعبي الوطني أن المؤسسة البرلمانية تعمل على مطابقة إجراءاتها مع القانون المتعلق بحماية المعطيات ذات الطابع الشخصي، تأكيدًا لالتزامها بالتشريعات ذات الصلة بميدان الأمن السيبراني، لضمان حماية البيانات في بيئة رقمية متسارعة.
ولم يغفل بوغالي الإشادة بالدور الاستراتيجي للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، في حماية السيادة الرقمية والتصدي للهجمات السيبرانية، مؤكدًا أن حماية الفضاء السيبراني وأمن المواطن الرقمي يشكلان أولوية في ظل الأوضاع الدولية الراهنة والتحالفات المشبوهة التي تستهدف استقرار الجزائر.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا