تأثير اليأس النفسي على المواطن

0
348
يعيش الكثير من الناس أمراضا نفسية أحيانا لا يشعر بها وأحيانا تعرقل مسار حياته العادية جراء ما يعيشه من المشاكل الاجتماعية وبعض المتاعب أثقلت نفسيته وأفقدته لذة العيش الطبيعي وأدخلته إلى مرحلة اليأس جراء تعرضه لأصعب المُشكلات التي تُواجهه في أسرته أو داخل مجتمعه الكبير أو لفقدان الثقة بالنفس وضياع حقوقه ومستقبله في وطنه فيصيب بهذا المرض النفسي الذي يدعى  اليأس فيفقد شعور بحب الحياة كما يجعلُه يفقِد الأمل في تحقيق ما يُريده وهذا الشعور يُؤدي به في نهاية المَطاف إلى فقد شهيّة المعيشية وتصلب النفس وتجمد خطوات العقلية للفرد فيولد فيه فشِلا في عِلمه الروتيني بسبب اليأس وخاصة إذا تحول هذا اليأس لحدته القصوى يعرقل سلوكاته المنظمة ويولد في النفسية السلبية الشيطانية قد توصله حتى الانتحار وهروب من هذا الواقع المرير.
وقد يكون العكس تماماً إذا كان الفرد اليائس يتميز بشخصية روحية المرتكزة على الإيمان بالله والاعتقاد بأنها نتيجة الأقدار  فيمر على هذا نوع من الناس في سلام فيصبح الأمر طبيعيا لأنّ حياة الإنسان وأفعاله وأعماله تتحول إلى انفعالات وأحاسيس، فيثور أحيانا و يخمد أحيانا أخرى ويفرح تارة ويحزن تارة أخرى، ولكن إذا طالت مرحلة اليأس فهذا يستدعِي زيارة الطبيب النفسي لمعرفة تلك الأسباب التي تُؤدي لليأس قد يكون الشعور باليأس بسبب جُملة من الأسباب انهيارا عصبيا نتيجة وقوعه في مشكلة صعبة الحل أو قد يكون ضَعيف للوازع الديني ويعتقد الفرد أنّه إذا فشل في كل الأمور يعني نهاية الحياة أو أنه قد تعرض لسحر أو مصيبة العين  أو قد شعر بالتهديد النفسي الداخلي لشر قد يصيب أسرته أو تهديد النفسي بضياع لوطنه جراء بعض المعضلات النفسية والسياسية المفاجئة للخوف من رؤية كثرة الفساد واللاعدالة فكلها أسباب مبنية على إيمانه بحبه لعرضه وأسرته ووطنه وحينما يعجز عن الدفاع وقام باستعمال كل أوراقه ولم يفلح مرة تلو الأخرى فيشعر بالضعف والقلق المرضي والهوان النفسي ويدخل مرحلة مرضية من الحزن السوداوي والاكتئاب التي تولد اليأس، لهذا نجد أن القرآن الكريم يخاطب النفس البشرية كي تبتعد عن هذه الأمراض النفسية كما قال تعالى: “ولا تيْأسوا من روح الله إنّه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون”
ولا ينبغي حينما تفشل في عمل أو تفشل في دراسة أو تفشل في الزواج تقنع نفسيتك بأنك فاشلا أو مسحورا وضربتك العين الحاسدين والحاقدين بل يجب أن تفهم بان الفشل هو درجة الأولى للنجاح وينبغي أن تؤكد لنفسك ذلك حتى يصدقه الدماغ وبأنك قوي ومقاوم لكل المصائب والمصاعب رغم  كثرتها وينبغي أن تبتعد على الاعتقاد بأنك ضعيف وأنك  عديم القدرة على حل المشكلات والتأقلم مع جميع الظروف التي تحيط بك وكن اجتماعيا ومارس الترفيه النفسي والإجتماعي وابتعد قدر المستطاع عن العزلة والانطوائيّة والإحباط الذي يدفع بالناس إلى دائرة اليأس وارتكز دوما بحمد الله حتى لو ضِاق الوضع المادي المسبب الرئيسي أحيانا لحالة اليأس لأن البؤس أحيانا يولد اليأس وحتى بعض المشاكِل الأسريّة كطلاق والخلع قد تؤدي للتفكُك الأسري ويدفع بأفرادِها إلى الشُعور باليأس والوضع العام للمُجتمع داخل الوطن الذي يمر بالأزمات والمحن يولد الاكتئاب واليأس، كلما كان غير مستقرا انعكَس سلبا على الأفراد.
اليأس عند النّساء قد تتعرّض النساء لفترة طويلة من اليأس وهذا يُعرف بـ(سِن اليأس) الذي عادةً يُصيب النساء بعد سنْ الأربعين، هو لا يُعد مرضا بمقدار ما هو حالة زمنية تمُر  بعمرها مُعظم النساء، فانقطاع الدّورة وعدم المقدِرة على الإنجاب يُسبّبان اليأس عند المرأة، وعليها أنْ تتفّهم هذه الحالة وأنّها طبيعية تُصيب جميع النساء عند أعمار مُتفاوتة نِسبيا، فالتعايُش وتقبُل الوضع كما قدره لك ربك هو أهم الأسباب للتخلُص من اليأس في هذه الحالة، فكثير من النساء لا يتقبّلن فِكرة دخولهم في هذه المرحلة العُمريّة، بالتالي يُؤثر سلبا عليهن مما يجعلن من حياتهُن جحيما يُطاردهُن ومصاحب أينما ذهبن.
 ومن الأمور التي تُسبب اليأس عند المرأة أيضا هو زواجها في سِن مُبكر، فهذا يحرمها طفولتها، وتبدأ أعراض اليأس بالظُهور بعد الزواج ولاسِيما بعد الإنجاب، أيضا العُقْم من أحد الأسباب القوية لجعل المرأة تعيش حالة من اليأس، سواء أكان العُقْم منها أو منْ زوجِها، سبب آخر يقودُها إلى اليأس هو خِيانة زوجها، مما يُحوّل حياتها إلى جحيم، في هذه الحالة قد يستولي اليأس عليها ويُلازمُها طِيلة حياتِها، وتشعُر بأنّ لا قيمة لها عند زوجها.
 شُعور النساء بالنُقص، وأنّهن أقل حظاً في الحياة وفُرَص العمل من الرّجال، وعلى النّساء أن يعرفنّ بأنّ قيمتهم في المجتمع كقِيمة الرجل إذ أنّ المرأة تُنجِب نصف المجتمع، وتُرّبي النصف الآخر، وعلى المُجتمع إنصاف المرأة حتى لا تشعُر بانعدَام أهميتها، وهو بذلك يُقلل من احتمالات دُخول النساء في مرحلة اليأس و المرض النفسي لليأس يشعر الإنسان عامة بفُقدان الثّقة بالنفس والملل و الكره.
البروفيسور أحمد قوراية خبير في الصحة النفسي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا