بين كارولين وحبة.. العالم بالمقلوب

0
464
كارولين وحبة

لم أتفاجأ بعشرات الشباب ذكرانا وإناثا يستقبلون المدعوة كارولين داخل مطار هواري بومدين والمئات بالمثل ينتظرونها خارج بهوه، فعجبت كيف لي لم أسمع بها، ولم يكن لها في الخيال صورة واضحة مثل كاتبة توجت بجائزة، أو روائية تجاوز سقف طبعتها المليون نسخة، فلا هذا ولا ذاك كان أو حصل، وعندما بحثت وجدت أنها مبحرة في عالم الافتراض فكونت صداقات فاق عددهم سكان إمارة عربية فزاد قلقي عفوا تعجبي وضربت أخمسي بأسدسي، إلا أن حيرتني تضاعفت عندما علمت أن العالم بلقسام حبة صاحب أكثر من ألف وخمس مئة براءة اختراع، وأحد أكبر علماء المعمورة تأثيرا، يزور الجزائر فلا يحظى باستقبال الملوك والأبطال من المطار إلى بيته، وهو العزيز وراء الضفة الأخرى حيث لم ترافقه الصحافة وتركته يجول بعض المراكز الجامعية بجنوبنا الكبير لوحده دون تبجيل أو اهتمام.

الحادثة أعادتني إلى واقعة زيارة أحد رواد التواصل الاجتماعي المدعو “ريفكا” الذي وصل عدد زواره المليون متابع حيث، جاء الجزائر في يوم ميلاده وضرب لمحبيه لقاء في مقام الشهيد حجت إليه الجماهير من كل حدب وصوب كأنها ثمار المواسم قد حل، وكانت ليلتها لا هي بالحمراء ولا بالزرقاء بل أضل منهما لونا وطلاسما فاختلط الحابل بالنابل واستنفرت قوات الأمن قواعدها لتسهيل حركة المرور، وكانت ليلتها أشبه بحملة انتخابية على الهواء في بلد العم سام.

لم يتوقف الأمر عند هذا الحد من العلو والغرور والتعالي ورفس القيم بكرة وأصيلا، يخرج علينا نجم آخر اسمه الموعود في لقاء صحفي برفقة وزير ثقافة تحول فيما بعد إلى أمين عام حزب سياسي، مانحا إياه صكوك غفران هضبة العناصر ومفاتيح خزائنها في الوقت الذي لا يجد صناع مشهدنا الثقافي والأدبي منه ما يسدون به رمق حياتهم الضنكا.

لا عجب أن يتحول المجتمع في زمن البوابات الرقمية إلى أشباه و يصير الجهابذة أشباحا، ليهجر العلماء والمفكرون الوطن بعد ضيق الأرض وفساد النسل.

بقلم: دراجي الاسبيطي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا