أسدل مونديال قطر 2022، ستاره مُعلنا نهاية شهر من التنافس الكروي ذو المستوى العالي الذي انتهى بفوز ميسي ورفاقه بكأس العالم، وبإنجاز تاريخي للمنتخب المغربي الذي حل في المرتبة الرابعة، وهو ما يعني أنه في الأيام القليلة الماضية ستعود الحياة إلى طبيعتها، وسيعود معها المواطن المغربي بالخصوص إلى مواجهة واقعه “المرير”.
وعاش المغاربة لأول مرة في تاريخ المونديال على وقع العديد من الانتصارات والإنجازات غير المسبوقة، بدأت بتأهل المنتخب المغربي إلى دور الستة عشر متصدرا مجموعة السادسة، ووصل الى النصف النهائي، والاحتفالات كانت بمثابة مخدر لتناسي مؤقت لمشاكل بالجملة تعرفها المملكة.
بعد تعادل سلبي مع كرواتيا وانتصار على بلجيكا بهدفين لصفر، ثم انتصار آخر في المباراة الثالثة أمام كندا بنتيجة 2-1.
الآن بعد انتهاء المونديال، يستعد المغاربة للعودة إلى روتينهم اليومي الذي غضوا الطرف عنه طيلة شهر من هذه المنافسة الكروية الأضخم في العالم، وهو الروتين اليومي الذي يصطدم بواقع اجتماعي مُعقد وصعب جراء الارتفاع الكبير للأسعار، وفشل محمد السادس ورئيس حكومته عزيز أخنوش في التخفيف عن المواطنين المغاربة بإجراءات ملموسة بالرغم من الوعود “الهائلة” التي رفعت.
وفي هذا السياق، تفاجأ المغاربة بارتفاع أسعار العديد من المواد الغذائية خلال المونديال، وعلى رأسها الحليب الذي ارتفع إلى 4 دراهم بعدما كان مطلب المواطنين خلال سنوات قليلة مضت هو تخفيض سعره من 3 دراهم ونصف إلى أقل من 3 دراهم.
ويرى الكثير من المتتبعين للوضع الاجتماعي في المغرب، أن حكومة أخنوش ستجد نفسها في الأيام الماضية أمام ضغوطات شعبية هائلة، قد تكون أكثر مما كانت عليه في الشهور التي مضت، وبالتالي فإن هذه الحكومة سيكون على عاتقها تدبر الأوضاع والاستجابة إلى مطالب المواطنين تفاديا للوصول إلى وضع أكثر تعقيدا.