وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو يؤكد

باريس تسعى إلى طي صفحة التوترات الحالية مع الجزائر

0
122
كشف, وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو, الأحد, أن زيارته للجزائر تحمل رسالة مباشرة من الرئيس ماكرون، مفادها أن باريس تسعى إلى طي صفحة التوترات الحالية من أجل إعادة بناء شراكة ندية، هادئة وسلمية مع الجزائر في خطوة تهدف إلى طي صفحة التوترات وإعادة بناء الثقة بين البلدين، أجرى وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو زيارة رسمية إلى الجزائر، حيث التقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بحضور وزير الشؤون الخارجية أحمد عطاف الزيارة التي جاءت بعد أقل من أسبوع من الاتصال الهاتفي بين الرئيسين إيمانويل ماكرون وعبد المجيد تبون، عكست رغبة مشتركة في استعادة الزخم للعلاقات الثنائية المتوقفة .
وأكد وزير الخارجية الفرنسي أن زيارته للجزائر تحمل رسالة مباشرة من الرئيس ماكرون، مفادها أن باريس تسعى إلى طي صفحة التوترات الحالية من أجل إعادة بناء شراكة ندية، هادئة وسلمية مع الجزائر وشدد, جان نويل بارو على أن العلاقات المؤسسية يجب أن ترقى إلى مستوى العلاقات الإنسانية التي تجمع الشعبين
استئناف آليات التعاون في جميع القطاعات
وخلال المحادثات، تم الاتفاق على استئناف فوري وشامل لجميع آليات التعاون بين البلدين، حيث أكد الوزير الفرنسي أن المحادثات تناولت بصراحة وشفافية كافة الملفات التي أثارت القلق في الأشهر الماضية في إطار تفعيل المبادئ التي تم الاتفاق عليها في مكالمة 31 مارس، واستئناف الديناميكية التي انبثقت عن إعلان الجزائر لسنة 2022.
وفي الجانب الأمني، تحدث الوزير الفرنسي عن استئناف الاتصالات بين الأجهزة الأمنية في البلدين، مع التحضير لعقد اجتماع رفيع المستوى بين كبار مسؤولي الأمن، بالإضافة إلى إطلاق حوار استراتيجي مشترك حول منطقة الساحل.
وفيما يتعلق بالتعاون القضائي، كشف وزير الخارجية الفرنسي عن زيارة مرتقبة لوزير العدل الفرنسي إلى الجزائر، تتضمن استئناف الحوار القضائي، خاصة حول ملفات الإنابات القضائية المتعلقة بالأموال والممتلكات المكتسبة بطرق مشبوهة.
كما وجهت باريس دعوة إلى الجهات القضائية الجزائرية المختصة لزيارة فرنسا من أجل دراسة هذه الملفات بشكل مباشر مع النيابة الوطنية المالية الفرنسية
ملف الهجرة يعود إلى الواجهة
وفي مجال التنقل والهجرة، أعلن الوزير الفرنسي عن استئناف فوري للتعاون القنصلي، يشمل ملفات إعادة القبول والتأشيرات، مؤكدًا أن هذه المسائل ستُعالج ضمن قنوات الحوار القنصلي المعتادة وبمرونة وحسب جلن نويل بارو، رحب الرئيس تبون بفكرة عقد لقاء قريب بين القناصل الجزائريين في فرنسا ومحافظي المناطق الفرنسية، وسيتم تنظيمه بالتنسيق مع الخارجية الجزائرية.
إعادة هيكلة الاتفاقيات المرتبطة بالتنقل
كما تم الاتفاق على مراجعة الاتفاقيات المتعلقة بالتنقل والهجرة وتحديد الجوانب التي تستدعي التعديل أو الإثراء بما يضمن فعالية أكبر اما على المستوى الاقتصادي، تطرق الطرفان إلى الصعوبات التي واجهت العلاقات التجارية في الأشهر الأخيرة، لاسيما في مجالات الصناعات الغذائية، السيارات، والنقل البحري وأكد الوزير الفرنسي التزام بلاده بالمضي قدمًا في المشاريع الصناعية الكبرى، مشيرًا إلى أن رئيس منتدى أرباب العمل الفرنسيين (MEDEF) سيلتقي نظيره الجزائري من منتدى رؤساء المؤسسات (CREA) في 19 ماي المقبل، مع الإعداد لعقد اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة قبل الصيف.
أما على المستوى الذاكرة، فأكد الوزير الفرنسي استئناف عمل اللجنة المشتركة بين المؤرخين الفرنسيين والجزائريين، مشيرًا إلى أن المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا قد تمت دعوته رسميًا إلى الجزائر لمواصلة العمل على ملف استرجاع الممتلكات الثقافية، وأكد أن هذا الملف يحظى بمتابعة شخصية من الجانبين.
الدبلوماسية تستأنف الحوار
كما أعلن عن استئناف الحوار الدبلوماسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، مع لقاء مرتقب في أوت المقبل بين الأمناء العامين للوزارتين
وفي ختام كلمته، وجّه الوزير الفرنسي نداءً إنسانيا باسم الرئيس ماكرون من أجل الإفراج عن بوعلام صنصال، مشيرًا إلى حالته الصحية المتدهورة وسنه المتقدم، وداعيا إلى بادرة إنسانية من السلطات الجزائرية.
وقال الوزير الفرنسي إن هذه الزيارة تكرس إرادة مشتركة لرفع الستار والدخول في مرحلة جديدة من العلاقات، علاقة ندية بين فرنسا والجزائر، تعود بالنفع على البلدين والشعبين، مؤكداً أن هذا هو الهدف الرئيسي من زيارته للجزائر.
وتمثل هذه الزيارة – حسب ما جاء في التصريحات – بداية مرحلة جديدة قد تحمل آفاقا واعدة لعلاقات ثنائية طالما اتسمت بالتقلب والتوتر، لكنها تبقى محكومة بالإرادة السياسية والرغبة المشتركة في بناء الثقة مجددا.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا