باريس تحاول الإستدراك

0
259

تحل رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيث بورن، رفقة 16 وزيرا، اليوم الأحد بالجزائر، للمشاركة في الدورة الخامسة للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الفرنسية رفيعة المستوى.

زيارة المسؤولة الفرنسية إليزابيث بورن، عنوانها العريض هو للمشاركة في الدورة الخامسة للجنة الحكومية المشتركة الجزائرية-الفرنسية رفيعة المستوى، لكنها ستكون زيارة لاستدارك ودفع ما حمله ماكرون خلال زيارته الأخيرة، التي يبدو أنها لم تحقق النتائج المرجوة لاسيما في مجال الطاقة، رغم محاولة ماكرون استبعاد هذا الملف آنذاك من أجندته، حيث ستكون مسألة توريد الغاز الجزائري إلى فرنسا، وموضوع التأشيرة، على جدول الأعمال، بعد التهرب منها جزئيا خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الجزائر، وهو الأمر الذي سيدفع بالمسؤولة الفرنسية التي تحل مرفوقة بوفد رفيع المستوى للبحث عن منافذ جديدة من أجل حلحلة المواضيع التي ظلت عالقة خلال وبعد هذه الزيارة.

باريس تبحث اليوم عن إعادة بعث وترميم العلاقات الدبلوماسية الفرنسية الجزائرية، بعد التوتر والفتور الذي شهدته، لكنها في مقابل ذلك تتحفظ على الدفع بتنازلات، أو تقديم أي التزام واضح ومحدد بشأن هذه القضايا الحساسة لاسيما ملف الذاكرة، وملف التأشيرات، وتكتفي بلغة دبلوماسية تتضمن الوعود والنوايا، وهو ما جعل الطرف الجزائري الذي رغم كونه يتفق مع باريس في حتمية إيجاد ديناميكية جديدة في العلاقات الثنائية لكنه يتكلم بلغة براغماتية، ويغلب منطق الربح والندية في العلاقات أكثر.

وستعمل رئيسة الحكومة الفرنسية خلال زيارتها المرتقبة على لعب كافة أوراقها من أجل استدراك ما فشل فيه رئيسها عبر الدفع بوفد كبير يضم ما لا يقل عن ستة عشر وزيرا وعدة رجال أعمال في هذه الزيارة التي تلتقي خلالها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون.

كما سبقت زيارة بورن إلى الجزائر اجتماعات تمهيدية بين مسؤولين في الخارجية الجزائرية، ونظرائهم في العاصمة الفرنسية باريس، تحضيراً للزيارة التي ستركز، بحسب بيان لرئاسة الحكومة الفرنسية، على “آليات تفعيل الشراكة التي تم التوصل إليها بين رئيسي البلدين نهاية شهر أوت الماضي”، وأيضا استكمال ووضع التفاهمات التي تم التوصل إليها خلال الزيارة التي قام بها الرئيس ماكرون إلى الجزائر، حول ما عرف “بإعلان الجزائر من أجل شراكة جديدة”، على غرار تفعيل المجلس الأعلى للتعاون والشراكة الاقتصادية وانتقال الطاقة، وتشجيع الشراكات في المجالات الرقمية والطاقات المتجددة، والمعادن النادرة، والصحة، والزراعة، والسياحة، وإطلاق برنامج بحث للابتكار التكنولوجي، وإنشاء حاضنة ناشئة في الجزائر، وتشكيل لجنة مشتركة حول الذاكرة والتاريخ، تقيم أعمالها كل ستة أشهر، وإبرام ميثاق شبابي جديد، وزيادة مستويات التنسيق الأمني عبر مجلس أعلى للأمن ينعقد مرة كل عامين بالتناوب في باريس والجزائر، وتنظيم أكبر لملف التأشيرات وحركة التنقل بين البلدين

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا