يبدو أن عودة الإستقرار السياسي للبلاد بعد تجاوز الإنتخابات التشريعية سيحفز باريس أكثر على السعي إلى ترميم علاقتها مع الجزائر وتفعيل التعاون الإقتصادي، حيث تعمل باريس على إذابة الجليد الذي طبع العلاقة الجزائرية الفرنسية في الفترة الأخيرة.
ويظهر أن تقاربا أو مصالحة تلوح في الأفق بين البلدين بعد فترة من التوتر التي اشتدت عقب التصريحات الأخيرة التي جاءت في صحيفة لوموند والتي استهدفت المؤسسة العسكرية، وهو الهجوم الذي ردت عليه الجزائر عبر مؤسسة الجيش بقوة.
وبعدما عاشت العلاقات بين الجزائر وفرنسا خلال فترة حالة من التوتر والتصدع تتجه الأمور تدريجيا إلى بعث نفس جديد في العلاقات الإقتصادية، بعد تأجيل اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين الجزائر وفرنسا، حيث كان هذا الإجتماع مخصصا لبحث التعاون الاقتصادي في عدة قطاعات.
وخطى التقارب ستكون بدايتها مع معرض المنتجات الجزائرية بباريس ابتداء من الدخول الاجتماعي المقبل الذي سيكون فرصة لإعادة الدفئ للعلاقة المتصدعة بين باريس والجزائر ، وبحسب تصريحات سفير الجزائر بفرنسا، محمد عنتر داود، فإن التظاهرة الاقتصادية المرتقبة ستكون بالتعاون مع وزارة التجارة والشركة الجزائرية للمعارض والتصدير “سافكس”، خلال انعقاد الجمعية العامة المختلطة للغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة بفرنسا، أول أمس، بمقر السفارة الجزائرية بباريس، بهدف ولوج المنتوج الوطني للسوق الأوروبية واستهداف الجالية الجزائرية بفرنسا بالإضافة الى سكانها.
وفي حديثه عن أهمية البعد الإنساني كوسيلة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا، قال داود إن “جاليتنا، ومن خلال حيويتها وتنوعها، ستساهم، كما ونوعا في تطوير مشاريع الاستثمار وفرص الاعمال”.
هذا ودعا السفير الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة بفرنسا للانخراط بشكل كلي من أجل انجاح مخطط الانعاش الاقتصادي 2020-2024 والمساهمة اكثر في الترويج للمنتجات الجزائرية على الصعيد الدولي.
محمد إسلام