باحثون جزائريون يستكشفون آفاق الذكاء الاصطناعي في التشخيص المبكر لسرطان الثدي

0
29

أضحى الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الأدوات المرافقة للمجال الصحي, وهو ما دفع بالباحثين الجزائريين الحاملين لمشاريع علمية مبتكرة إلى تطوير برامج ترمي إلى تشخيص سرطان الثدي ودعم المصابات به, لا سيما في ظل ارتفاع حالات الإصابة بهذا الداء على المستوى العالمي.

ومن بين هؤلاء, الفريق البحثي “خوارزميات تحليل الصورة”, الذي ترأسه الأستاذة الباحثة بمركز تنمية التكنولوجيات المتطورة بالجزائر العاصمة, فتيحة عليم فرحات, والتي أوضحت, في تصريح، أن الفريق عمل على تطوير برنامج ذكي, قادر على تحليل صور الأشعة الطبية بدقة عالية, اعتمادا على خوارزميات متقدمة, تمكن

من تمييز أدق التفاصيل في الصور الإشعاعية ورصد التغيرات المجهرية في الأنسجة والتي قد تشير إلى بداية تشكل الورم.

ويعتمد هذا الفريق على قاعدة بيانات طبية واسعة, يتم إثراؤها بصور طبية متنوعة, لتمكين البرنامج من التعرف على الأنماط المختلفة للإصابة, بما يضمن تحسين دقة التشخيص.

وانطلاقا من اختلاف الأنسجة البشرية وفقا للنمط المعيشي, يستند البرنامج المذكور إلى معطيات مستمدة من البيئة الجزائرية, ما يمكن من التوصل إلى نتائج أكثر دقة.

ومن شأن هذا المشروع –تضيف الباحثة– تسهيل عمل الأطباء, من خلال واجهة استخدام بسيطة, تمكنهم من قراءة النتائج بسرعة واتخاذ القرار الطبي في وقت وجيز, ليساهم بذلك في رفع فعالية الفحوص الدورية وتشجيع النساء على الكشف المبكر, وبالتالي مضاعفة فرص الشفاء.

وفي ذات المنحى, يبرز مشروع الطالب أحمد إلياس بن سالم, من المدرسة العليا للإعلام الآلي بسيدي بلعباس, إذ مكنه تخصصه في الذكاء الاصطناعي من تطوير مشروع جهاز طبي للكشف عن السرطان, يعتمد على منظومة متكاملة, مبنية على معطيات طبية تخص هذا الداء.

ويتميز مشروع هذا الجهاز ب”قدرته على تسريع عملية التشخيص الطبي بشكل غير مسبوق, إذ بإمكانه تحليل عينات الخزعة وإصدار النتيجة خلال لحظات, في الوقت الذي تتطلب فيه هذه العملية أسابيع من الانتظار”.

وعن ذلك, يقول المتحدث أن العينات التجريبية لهذا الجهاز المتوج بجائزة رئيس الجمهورية للطالب المبتكر, “بلغت دقة نتائجها نحو 94 بالمائة”, ما يمنح الأطباء أداة تشخيصية عالية الكفاءة.

إلى جانب ذلك, يساهم الجهاز في “تحديد مدى نجاح التدخل الجراحي فورا, ما يسمح باتخاذ قرارات دقيقة تتعلق بتوسيع أو إنهاء العملية في الوقت المناسب, وبالتالي تجنب المضاعفات أو عودة الإصابة”, مثلما أكده الطالب بن سالم.

بدورها, قامت خريجة جامعة محمد خيضر ببسكرة, رميساء كعلاف, بإعداد مشروعها “SmartPink”, الذي يأتي ليدعم منظومة الصحة الرقمية, من مبادرة متعددة الأبعاد, تدمج بين التكنولوجيا, التوعية والدعم الإنساني.

ويقوم مشروع هذه الباحثة المتخصصة في هندسة البرمجيات والأنظمة الموزعة, على منصة إلكترونية تفاعلية “SmartPink”, متحصلة على وسم “لابل”, تقدم أدوات تشخيص أولي, تعتمد على خوارزميات متعددة, إضافةإلى محتوى تثقيفي وفضاء تضامنيا لدعم المصابات بالسرطان, يجمعهن بالجمعيات الناشطة في هذا المجال وبالمتبرعين.

كما يتضمن المشروع تطبيقا ذكيا يسمح للمستخدمات بتحميل الصور الطبية والمساعدة على شرحها عبر الذكاء الاصطناعي, مع “حفظ البيانات بشكل آمن وتوفير إشعارات دورية للفحص والمتابعة”.

وفي ذات الاتجاه, تطمح الباحثة إلى تصميم صدريات رقمية تحتوي على مستشعرات تكشف عن المرض في مراحله الأولى.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا