كاتدرائية معمارها البيزنطي يجمع حضارة الشرق بالغرب

 المكتبة البلدية “بختي بن عودة” بوهران …الكاتدرائية مكتبة عمومية بنظرة بدائية

0
1304

لازالت المكتبة البلدية “بختي بن عودة”، المعروفة بـ”الكاتيدرائية” سابقا، والواقعة بوسط مدينة وهران، بعيدة عن أجندة القائمين على القطاع الثقافي بولاية وهران وسلطاتها المحلية وكذا وزارة الثقافة، كونها تخضع للنظام البدائي في عملية تنظيم وترتيب الكتب التي تشتمل عليها، والتي تفوق 80 ألف كتاب، معروض برفوفها، التي يصعب البحث بينها، كون المشرفين عليها ليسوا متخصصين في علم “المكتبيات”، رغم أن بعضهم وعلى قلتهم قد خضعوا لتكوينات في هذا المجال. في وقت تستقبل فيه عشرات الزوار يوميا، سواء من الداخل أو المنطق الجهوية وحتى الأجانب.

وحسب المكلف بتسيير المكتبة البلدية “بختي بن عودة”، محمد مغربي، فإن هذا الفضاء التراثي، الثقافي والفكري يبقى أهم محل لزيارة السياح داخليا وخارجيا، وباعتبارها أول بناية بنيت بالخرسانة “الاسمنت المسلح” بمدينة وهران، فهي تؤثر على كل فضولي يحب المعمار، نظرا لأسلوبها المعماري البيزنطي الذي يحيل الناظر على الذاكرة والتاريخ ويشعره باللقاء الحضاري التاريخي بين الشرق والغرب. فهي قديمة حسب ذات المسؤول، فقد بنيت في بداية القرن الماضي سنة 1903 وانتهت في 1913، ودامت 10 سنوات لأنها بنيت بتبرعات المسيحيين، وقد صممها “بالي”، بينما أنجزها الأخوين “بيري” وهؤلاء من الأقدام السوداء بالجزائر، وقد كانا أول من جلب تقنية البناء بالخرسانة. وقد سميت بـ”الكاتيدرائية” لأنها “مكان للعبادة”، بقيت تؤدي وظيفتها الدينية والروحية حتى أواخر السبعينات، حينما بدأ عدد التواجد المسيحي يتضاءل بوهران، ففكر الجزائريون في تحويلها إلى فضاء ثقافي وفكري تنويري للانتفاع الجماهيري، وكانت الفكرة هي مكتبة بقاعة مطالعة كبيرة. وأضاف السيد “محمد مغربي” في سرده لتاريخها أن الانطلاقة الفعلية في تقديم نشاطاتها الفكرية، كانت في جانفي سنة 1985، حين استقبلت أول دفعات القراء، ودامت تهيئتها سنتين تقريبا “1983 ـ 1984”.

 

جوهرة تنتظر التفاتة المسؤولين

وعن واقعها المثير للشفقة، وعدم اهتمام الوصاية بها، رغم أن جمهور عريضا يزورها يوميا من مختلف الفئات والأجناس، من طلبة، هواة مطالعة وباحثين، لأنها تقدم خدماتها لكل الفئات  كونها “عامة وعمومية”، ما يفوق 1 ألف قارئ سنويا، ويتراوح هذا العدد بين المسجلين رسميا والحاصلين على بطاقات والزوار والباحثين والطلبة المحليين والقادمين من الولايات المجاورة. يبحثون بين دفات ما يزيد عن 80 ألف كتاب، في مختلف العلوم والمعارف “اللغات، الآداب، الفنون، الفلسفة والديانات، الجغرافيا، العلوم التطبيقية، العلوم البحتة، الرياضيات” والعناوين الأخرى.

ورغم العدد الكبير للزوار الذين يأمونها صباحا مساء، إلا أنها تعاني من عدم إخضاعها للتسيير الرقمي، في غياب أجهزة حواسيب، لحصر الكتب والفروع وتسهيل عمليات البحث على مستغليها، لاسيما أنها تفتقر لإطارات متكونة في مجال تسيير علم المكتبات، رغم أن أغلب المستخدمين بها تلقوا تكوينات خاصة في تسيير المكتبات. مما يجعلها تبقى بدائية التسيير، ومستعصية الاستغلال من طرف مرتاديها.

تجدر الإشارة، إلى أن المكتبة البلدية “بختي بن عودة”، المعروفة بـ”الكاتيدرائية” سابقا، مقترحة للتصنيف كتراث معماري وتاريخي وطني، وملفها مطروح على مكتب وزارة الثقافة منذ عهد الوزيرة السابقة خليدة تومي.

 

مريم عبارة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا