صادق البرلمان المغربي، أمس الأربعاء، على مشروع قانون يقنن استخدام “القنب الهندي” تحت مزاعم الاستعمال في أغراض طبية وصناعية.
والمغرب من أكبر منتجي ومصدري مادة القنب الهندي في العالم، بتأكيد الأمم المتحدة، ومن خلال مصادقته على مشروع قانون تقنين زراعة القنب الهندي المثير للجدل، يسعى تحت ذريعة استخدام هذه النبتة في الأغراض الطبية والصناعية، لاستغلال الفرص التي تتيحها السوق العالمية للقنب الهندي المشروع، وجذب استثمارات الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال وإغراق العالم بهذه السموم.
كما يواصل المغرب سياسته الرامية لإغراق العالم والجزائر على وجه الخصوص بسمومه، حيث تم حجز ما يزيد عن ألف طن من القنب الهندي القادمة من المغرب على مدى عشر سنوات بالجزائر.
وكشفت الدراسات التحليلية التي قام بها المعهد الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام للدرك الوطني ببوشاوي بالعاصمة، أن الحشيش المغربي الذي حاولت بارونات المخدرات إغراق الجزائر به في الفترة الممتدة بين سنتي 2010 و2020، يعتبر الأخطر عالميا، حيث تحول من مخدرات لينة إلى مخدرات صلبة بقوة إدمانية عالية قد تتميز بتأثيرات تسممية ذات خطورة كبيرة.
وأظهرت الدراسة التحليلية، أن محجوزات الحشيش المغربي الحديث لا يمكن وصفه بمخدر خفيف “Douce”، بل يمكن اعتباره مخدرا صلبا بقوة إدمانية عالية قد تتميز بتأثيرات تسممية ذات خطورة كبيرة، لم يتم تسجيلها من قبل أثناء استعمال الأصناف التقليدية”، وهذه الدراسة ستكون محل نشر خلال السنة الحالية 2021 في المجلة المختصة بالمخدرات التابعة لمرصد الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة”.
وفي السياق، قال البروفيسور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، في اتصال مع “نيوز الجزائر”، إنّ المغرب من أكبر الدول المنتجة والمصدرة للقنب الهندي في العالم باعتراف الأمم المتحدة، وإنتاجها يفوق طلباتها المحلية وحتى العالمية، حيث وصل 30 ألف طن سنوي، وهي كمية جد ضخمة، مقارنة بالاحتياجات العالمية مما طرح العديد من التساؤلات.
وأضاف المتحدث، أن السلطات الجزائرية اتخذت إجراءات أمنية ومراقبة صارمة في السنوات الأخيرة على مسالك المهربين تجار المخدرات على مستوى الحدود لمنع من إدخال هذه السموم إلى أرض الوطن. كما أكد خبراء، بأن المخدرات القادمة من المغرب أضحت تشكل تهديدا على أمن واستقرار منطقة الساحل، بسبب التداخل بين عصابات الاتجار بالمخدرات والجماعات الإرهابية التي تنشط في المنطقة، حيث توفر الجماعات الإرهابية الغطاء الأمني للمهربين مقابل حصة من عائدات تهريب المخدرات.
شهرزاد. مزياني