الدكتور محمد أمين حيمر يكتب ل"نيوز الجزائر"

المتحور “دلتا” وانتشار العدوى

0
2242

كورونا فيروس، فيروس معروف منذ 1960 على أنه مسبب لنزلات برد تخص الجهاز التنفسي العلوي، كما أنه فيروس مشترك بين الإنسان والحيوان، والانتقال لا يكون إلا بعد حصول تغييرات جينية ومرفولوجية للفيروس.

هذا الانتقال يؤدي الى ظهور بؤره وباء يجب حصرها، وهذا ما حصل مع فيروس ( سارس كوف SARS-Cov 2  – 2)، الذي انتقل حسب الدراسات العلمية من الخفاش إلى حيوان البنغولتم إلى الإنسان، وجائحة كوفيد 19 كانت بدايتها كما هو معلوم  من مدينة  ووهان الصينية.

ما هو حجم العدوى؟

يتم تقدير العدوى في الأوساط العلمية بمعيار يسمى (R0)، وهو يعبر عن عدد الأشخاص الذي يمكن نقل لهم العدوى من مريض واحد. (R0) يتغير حسب طبيعة العنصر المسبب للمرض (فيروس أو بكتيريا) الى جانب الظروف المناخية المحيطة.

الحصبة من الأمراض المعدية جدا وهنا (R0) يقدر بـ 12. أما في ما يخص الانفلونزا الاسبانية 1918 فيقدر بين 2 و 3؛ الأنفلونزا الموسمية ما بين 1 و2 ، وبالنسبة  للمتحور” دلتا ” الجديد فهو أكثر عدوى من سابقه “ألفا”، إذ أنتقل (R0) من 2.5 إلى 7. أي ان شخص واحد يمكنه نقل العدوى لأربعة عشر  شخص خلال دورتين فقط.

هل يمكن التقليل من انتشار الفيروس؟

الإجابة “نعم” وذلك بالعمل على خفض معدل (R0) إلى أقل من 1، بواسطة عاملين أساسيين، وهما:

  1. التقليل من خطورة الإصابة بالفيروس، وهذا باحترام شروط التباعد (من 1 الى 2 متر)، ارتداء الكمامة وإستعمال المطهرات الكحولية.
  2. التقليل قدر الإمكان من المقابلات خلال زمن معين، وهو ما يسمى “الحجر الصحي”، فالتقليل من نصف المقابلات يؤدي إلى تخفيض معدل (R0) إلى النصف.

المتحور “دلتا” لفيروس كورونا المستجد يتميز بسرعة انتقاله والمضاعفات التنفسية التي تؤدي إلى وفاة المصاب. هذا المتحور الجديد يتميز عن سابقيه في إصاباته التي تخص مختلف الأعمار، وتكون الأعراض غالبا متصلة بنسبة تشبث الفيروس بمستقبلات الخلايا (ACE2).

عند فئة الأطفال، تكون غالبية الأعراض تخص الجهاز الهضمي، من تقيئ، وإسهال وفقدان شهية مع حمى، وفي الحالات المتقدمة يكون هناك ضيق في التنفس مع ضرورة الاستشفاء.

أما عند البالغين، فنلاحظ أن فقدان الشم و الذوق هما أعراض غير ثابتة وقليلة الملاحظة، أما الأعراض الأكثر ملاحظة  فهي القيء، والإسهال، والحمى مع الإعياء الشديد، وفي الحالات المتقدمة إصابات الرئة تكون بين 20 و 65 بالمئة.

في هذه الحالة الأخيرة الاستشفاء يصبح ضروريا، خاصة إذا كان تشبع الأكسجين أقل من 92 بالمئة، وهنا يصبح الأكسجين من وسائل العلاج، ويتميز مريض المتحور “دلتا” بطلبه لكميات هائلة من الأكسجين بمعدل  30 لتر في الدقيقة. وتوفير هذا الكم الكبير من الأكسجين يصبح من تحديات أي نظام صحي مشبع.

كيف يتم اكتشاف المتحور “دلتا” :

نفس الوسائل المستعملة لتشخيص فيروس كورونا المستجد الأولي، تبقى فعالة لتشخيص المتحور “دلتا”. منها:

  1. التشخيص بـ (PCR) :وهي الوسيلة الأكثر حساسية (‘أكثر من %95) لتشخيص المرض، إذ يعتمد على البحث على جينات الفيروس في منطقة البلعوم الأنفي للمريض، هذه الطريقة تعتمد على وسائل مخبرية متطورة وطاقم متمرس. ويكون معرفة النتيجة بعد 5 ساعات على الأقل.
  2. التشخيص السريع بالبحث عن مولدات المضاد (TRA): وهي طريقة سريعة تعتمد على البحث عن مولدات المضاد في منطقة البلعوم الأنفي للمريض. طريقة تشخيص ذات حساسية أقل من الأولى، و لهذا لا يجب استعمال هذه الوسيلة إلا عند المرضى ذوي الأعراض. ولا ينصح به عند الأشخاص بدون أعراض. النتيجة تكون سريعة خلال 30 دقيقة على أقصى تقدير.
  3. البحث عن الأجسام المضادة (IgG,IgM) :هذه الطريقة لا يجب استعمالها خلال الأيام الأولى من الأعراض، لأن النتيجة ستكون سلبية.
  4. الدكتور محمد أمين حيمر كلية الطب جامعة الجزائر(1)

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا