بيان مشترك مصري جزائري وتأكيد من القاهرة:

القمة العربية بالجزائر ستكون محطة لتوحيد الرؤى للقضايا المصيرية

1
154

في بيان مشترك، الرئيسان الجزائري والمصري:

توجت الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبد المجيد تبون إلى  مصر، بتأكيد الطرفين على ضرورة تكثيف التنسيق خلال الفترة المقبلة لتفعيل آليات العمل العربي المشترك في إطار جامعة الدول العربية.
وخلال استقباله للرئيس عبد المجيد تبون، بقصر الرئاسة بالقاهرة، في إطار الزيارة التي تدوم يومين، رحب الرئيس عبد الفتاح السيسي باستضافة الجزائر للقمة العربية القادمة معرباً عن الثقة في نجاحها في استضافة أعمال القمة بالشكل الأمثل باعتبار القمة محطة هامة لتوحيد الرؤى العربية إزاء مختلف القضايا وتعزيز أطر التعاون والتنسيق بين الدول العربية.
كما أكدت الجزائر ومصر في بيان مشترك، على أهمية الحفاظ على الأمن القومي العربي في ظل التحديات الخطيرة التي تواجهها المنطقة، وشددا على ضرورة تعزيز مفهوم الدولة الوطنية، ودعم دور مؤسساتها لتلبية طموحات الشعوب العربية، ورفض محاولات التدخل الخارجي في الشؤون العربية، ورفض محاولات التدخل الخارجي في الشئون الداخلية للدول العربية.
وبحكم بعد الترابط التاريخي بين الشعبين الجزائري والمصري، ومصيرهما المشترك، فأكدا الرئيسان على تميز العلاقات بين البلدين ووجوب الدفع بآليات تطويرها، عبر اتفاقيات تترجم على أرض الميدان. وحري بالطرفين توحيد الرؤى حول القضايا الجوارية، الإقليمية والدولية، وفي هذا الإطار، تناول الرئيسان الملف الليبي ومستجداته، حيث أكدا أن حل الأزمة التي يعيشها هذا البلد الشقيق يجب أن يكون ليبياً من خلال التوافق بين أبنائه بما يضمن وحدة وسيادة ليبيا، مطالبان بخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية، كما أكدا على أهمية عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الليبية بما يتيح المجال للشعب الليبي الشقيق للتعبير عن إرادته الحرة وتحقيق آماله المشروعة.

وفيما يتعلق بالسودان، فقد اتفق الرئيسان على ضرورة دعم استقرار الأوضاع في السودان واحترام سيادته ووحدة أراضيه لما يمثله ذلك من أهمية بالغة لتحقيق السلم والأمن في القارة الأفريقية.

كما تناول الرئيسان آخر تطورات القضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة العربية، واستعرضا الجهود المبذولة لحفظ حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتحقيق تطلعاته وآماله المشروعة في إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحشد الجهود الإقليمية والدولية ذات الصلة.

وفي هذا الشأن ثمن الرئيس عبد المجيد تبون الجهود المخلصة التي تضطلع بها مصر في سبيل تحقيق المصالحة الفلسطينية، وجهودها في إعادة إعمار قطاع غزة.
ونظرا لأهمية التعاون للدفع بافريقيا إلى الأمام، أشار الرئيسان إلى الدور المشترك بين البلدين من أجل الارتقاء بمنظومة الاتحاد الأفريقي لتحقيق الاندماج القاري والاقتصادي من خلال التنسيق بين الاتحاد الأفريقي والتجمعات الاقتصادية الإقليمية الأمر الذي من شأنه تحقيق أهداف أجندة التنمية الأفريقية 2063، كما شددا على ضرورة العمل المشترك لتعزيز دور منظمة الاتحاد الأفريقي. مشيران إلى ضرورة دعم جهود تحقيق الاستقرار في منطقة الساحل والصحراء في ظل الأوضاع الأمنية الراهنة التي تشهدها، وبما يحول دون تمدد أنشطة الجماعات الإرهابية والمتطرفة في هذه المنطقة، ويضمن مساعدة دول الساحل والصحراء على اجتياز التحديات التي تواجهها بما في ذلك تكثيف الدورات التدريبية المقدمة لكوادرها في مجال مكافحة الإرهاب.
اللقاء بين الرئيسين، سمح بتناول قضية سد النهضة، لما تمثله مياه النيل من أهمية بالغة للشعب المصري، حيث وافقا على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح الدول الثلاث مصر والسودان وأثيوبيا بشكل عادل ومنصف. كما اتفقا على عقد الدورة المقبلة للجنة العليا المشتركة المصرية الجزائرية، برئاسة رئيسي وزراء البلدين وآلية التشاور السياسي على مستوى وزيري الخارجية، خلال النصف الأول من هذا العام، مؤكدان حرصهما على مواصلة العمل على زيادة الاستثمارات المتبادلة وتعظيم الاستفادة من المناخ الجاذب للاستثمار في البلدين، فضلاً عن زيادة معدلات التبادل التجاري، وتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات في مختلف المجالات بما يدعم جهود الدولتين في تحقيق التنمية والرخاء، وزيادة معدلات التبادل التجاري، وتحسين أداء الاقتصاد.

من جهته أشاد الرئيس عبد المجيد تبون، باستضافة مصر لقمة تغير المناخ هذا العام، مشيراً إلى أهمية هذا الحدث وضرورة اغتنام هذه الفرصة المتجددة لتحقيق تقدم في تلبية الاحتياجات الخاصة لدول العالم العربي والإفريقي التي تظل أكثر عرضة وتأثراً من هذه الظاهرة، متفقا مع نظيره المصري على ضرورة إرساء علاقات دولية على أساس ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ الراسخة في هذا الإطار وعلى رأسها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء للأمم المتحدة. وقد عرج الرئيسان على أزمة جائحة كورونا ومختلف الآثار التي خلفتها على الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية في جميع أنحاء العالم، وشجعا التوجه نحو امتلاك الدول العربية لمقومات الأمن الصحي والاكتفاء الذاتي.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس المصري أكد لنظيره الجزائري استجابة دعوته إلى زيارة الجزائر، خلال الفترة القادمة وفق الطرق الديبلوماسية. كما شكره الرئيس “عبد المجيد تبون” على حسن الضيافة والتجاوب في الملفات التي تم طرحها خلال هذه الزيارة التي تمت خلال 24 و25 جانفي الجاري.

مريم عبارة

1 تعليق

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا