العنف النفسي المدرسي

1
467

إن مشاهد العنف التي تمارس بحق الاساتذة والمعلمين في المدارس الجزائرية، والذي يذهب ضحيته الكثير من المعلمين لا حول لهم ولا قوة، يكشف النقاب عن صمت وتقصير من بعض الهيئات التدريسية التي أغفلت دورها الإنساني واكتفت بدور المتفرج بحجة الخوف من المشاكل، ويكشف النقاب عن وضع منظومة اجتماعية هشة فقدت معايير التربية والاخلاق، وسادت نظرية العنف والفساد بكل أشكاله وظهرت العديد من الجرائم التي ارتكبت بحق العاملين في ميدان التربية والتعليم، وهذا نتيجة إغفال المدرسة لدورها التربوي والإنساني الذي يحتم عليها التبليغ عن أي نوع من أنواع العنف الذي قد يقع على التلميذ أو يقوم به ضد أقرانه أو ضد المعلم.

وبدا هذا التقصير جليا مؤخرا بعد الجريمة البشعة التي قام بها تلميذ باعتداء بسكين ضد معلمة المدرسة بحجم العنف والإساءة التي تتعرضت لها وكانت أحد الأسباب التي هزت المجتمع.

هذا المشهد ذاته قد يتكرر في أحداث جريمة في المستقبل نتيجة استقلالية الوالدين من تربية الآباء لأبناءهم، فهم يتزوجون وينجبون ولا يعيرون اهتماماً، بث لتربية أولادهم وأخلاق سلوكهم، ومازاد الطين بلة هيمنة الجانب الآخر المادي على الجانب الروحي التربوي الذي ساعد في تذويب عاداتنا الأخلاقية، وفي نفس الوقت ارتوى أطفالنا بثقافة النفسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي هي دخيلة على مجتمعنا وقيمنا، وأصبح بعضهم يعيش جسدا معنا والأفكار مع غيرنا بثقافة الرذيلة أو العنف أو ثقافة نصف البدن الأسفل، وعلى الرغم من معرفة المعلمات والمرشدات الاجتماعية بالوضع كاملا، إلا أنها بقيت من المواضيع المسكوت عليها من طرف الجمعيات حماية الأسرة ومن طرف المجتمع ومن طرف حتى الاسرة في حد ذاتها، فترك الحبل على القارب.

وندعوا في هذا السياق الى ضرورة تعديل وتفعيل القوانين بما يكفل إيقاع عقوبات صارمة ورادعة بحق من يتستر على العنف في المدرسة أو في المجتمع، ونلفت إلى الدور الكبير الذي قد تبذله المدرسة والأسرة في متابعة التلاميذ ومراقبة تصرفاتهم والاطمئنان على أحوالهم الأسرية والتي تنصب في صلب أولويات العلاج السلوكي النفسي، وتشير إلى أن تعصب العديد من أولياء الأمور والاحتكام إلى العادات والتقاليد والخوف على السمعة هو الذي يزيد من ظاهرة العنف والاعتداءات في مجتمعنا الجزائري.

البروفيسور احمد قوراية

1 تعليق

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا