يتميز شهر رمضان بتغير البرنامج اليومي الروتيني في حياة الناس، وتغيير أوقات العمل بتخفيض ساعاته، نتيجة لظن البعض أن الصوم يتسبب في نقص نشاط الجسم.
كثير من الأشخاص في مجتمعاتنا يبنون فكرة مسبقة أن رمضان شهر الكسل ونقص إنتاجية العمل والنشاط الجسماني، وعلى هذا الأساس نجد الكثير من يعتبر أن شهر رمضان بمثابة عطلة أو شبه عطلة عن أداء مهام العمل، ويتم تنفيذ أهم المهام قبل رمضان أو تأجيلها بعد رمضان بداعي التفرغ للعبادة، مع أن الإسلام هو دين عمل ويحض على إتقانه.
وأشارت دراسات حديثة إلى أن الصيام يزيد من مستوى التركيز أثناء العمل بسبب تحسن فعالية الاستقلاب وتجدد الخلايا أثناء الصيام ومنها خلايا الدماغ، كما أن الدماغ لم يعد مشغولاً بالطعام لفترة طويلة، وأصبح أكثر قدرة على التركيز في العمل.
إن زيادة الهرمون المضاد لإدرار البول طوال فترة الصيام في شهر رمضان قد يكون لـه دور هام في تحسين القدرة على التعلم وتقوية الذاكرة، وقد اثبت ذلك من خلال الدراسات التي أجريت على حيوانات التجارب، فالقدرة العقلية قد تتحسن عند الصائمين بعكس ما يعتقده عامة الناس. وتشير العديد من الدراسات العلمية إلى أن تأثير الصيام على العمل والنشاط هو تأثير إيجابي وليس سلبي كما يعتقد البعض، ولكن على أن يكون ذلك الصيام صياماً صحيحاً كما شرعه الدين ونصح به الأطباء، بل إن بعض الدراسات أشارت إلى أن العمل والنشاط قد يُحسن القدرة على مقاومة الصيام.
وهناك حالات خاصة من الأشخاص قد يتراجع لديها العمل والنشاط أثناء الصيام تبعاً لطبيعة أجسامهم، ولكن يمكن التغلب على ذلك من خلال وجود الإشراف الطبي والتعود التدريجي على الصيام قبل البدء به فعلياً.
رميساء رحماني