ترتبط موسيقى الراي الجزائرية الأصيلة بالمداحات والشيخات والأغنية الوهرانية القديمة، وأغاني الغرب الجزائري بشكل عام، لكن بدأت تزحف نحو العالمية بداية من سيطرتها على سوق الفن في الجزائر سنوات التسعينيات من القرن الماضي عبر بروز كوكبة من الأصوات المذهلة أمثال الشاب مامي والشاب خالد والراحل الشاب حسني، الطريق تواصل وبلغ الراي العالمية ودخل اليوم أروقة اليونسكو ليصنف تراثا غنائيا وموسيقيا جزائريا خالصا.
طريق الشهرة أمام “الراي” لم يكن مفروشا بالورود، بل جاء نتيجة عمل كبير قام بها فنانون في الخارج، أسمعوا صوت الراي الذي يرتبط بالمجتمع وما يحمله من مشاكل وقصص إنسانية وغيرها.
مسارح كبرى العالم وقف على خشبتها جزائريون فضيلة صحراوي وحميد صحراوي والشاب خالد ومامي وحسني وغيرهم، حيث أمتعوا العالم بنغمات لا يمكن أن تكون إلاّ في الجزائر، ومنحوهم موسيقى لا تخرج إلاّ من أنامل جزائريين، إنّه فن الراي الجزائري الذي اكتسح العالم وترجمه العالم بكل اللغات.
والأربعاء، أعادت الجزائر، رسميا إيداع ملف إدراج فن الراي ضمن قائمة منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونكسو) للتراث العالمي، بعد كانت قد سحبته قبل بضعة أسابيع بسبب نقص العناصر التقنية المكونة للملف.
وقالت وزيرة الثقافة مليكة بن دودة، إنّ ” ملف تصنيف موسيقى الراي ضمن قائمة التراث العالمي أودع مجددا باسم الجزائر يوم الأربعاء (31 مارس 2021)”.
وكانت الجزائر، قد أودعت ملف الراي لتصنيفه في يوسنكو عام 2016 قبل أن تسحبه في الـ7 ديسمبر 2021.
و”الراي”، موسيقى تستمد جذورها من الأغنية الوهرانية بوهران، كانت بدايتها على أيدي الشيخات، أما الشهرة فنالها نجوم الجيل الجديد الذين يطلقون على أنفسهم الشاب والشابة، تميزا عن الجيل المؤسس والأول.
وأصدرت يونسكو عام 2005، نشرة خاصة باللغة الفرنسية، عن الأنواع الموسيقية الإفريقية، قالت فيها إن “الجزائر التي تعتبر نفسها موطن موسيقى الراي بامتياز، أخرجت هذا النوع الغنائي خلال القرن الماضي بمنطقة وهران غرب البلاد”.
ويعتبر “الراي”، الموسيقى الوحيدة التي بلغت العالمية في وقت قياسي، حيث أدرج القاموس الفرنسي “لاروس” كلمة “الراي” في 1998 ضمن مصطلحاته، وفق تصريح صحفي سابق، للصحفي الجزائري سعيد خطيبي، مؤلف كتاب “أعراس النار.. قصة الراي”.
حسام الدين وائل