الخطاب الدعائي المغربي الأحمق

0
141

لم يشهد التاريخ ولا الحاضر دعاية حمقاء كدعاية المغرب السياسية ضد الصحراويين، إذ يختلق المغرب مجموعة من الأكاذيب ويبني عليها منطقه المتهافت، فينقض بنية ما يروج من ترهات.

البوليساريو حسب الإعلام المغربي وهم والجمهورية العربية الصحراوية وهم، لكن المغرب أنفق أكثر من 100 مليار دولار في 16 عاما في الحرب ضد هذا الوهم وخسر كل المعارك، ما بين 1975 و 1991.

واستنجد بـ 20 دولة منها أمريكا وفرنسا وجنوب إفريقيا في عهدها العنصري ودول خليجية فتحت له خزائنها، واستنجد بالخبرات المصرية العسكرية لتدريب جيشه، ثم الكيان الصهيوني، وغير أنساقه الهجومية والدفاعية ألف مرة ليحد من خسائره على طول خط النار مع الصحراويين الممتد على مسافة أكثر من 2700كيلومتر، فعجز عن كسر شوكة جيش التحرير الصحراوي.

تراكمت الغنائم الصحراوية من الجيش الملكي المغربي مشكلة خط إسناد للجيش الصحراوي يعزز القدرة النارية لديه، وتراكم الأسرى المغاربة في السجون الصحراوية، وشملت لائحة الأسرى كل الرتب حتى أعلى رتب الجيش الملكي المغربي، واضطر المغرب صاغرا عام 1989 لاستنفار الغرب والشرق لينقذوه من جحيم النيران الصحراوية باستجداء وقف إطلاق النار الذي وقع برعاية أمريكية وأممية وتم له ذلك عام 1991.

وكانت هزائم المغرب على الجبهة الدبلوماسية والسياسية أشد وقعا وإيلاما إذ تم تدويل الملف الصحراوي واعتماد الأمم المتحدة لرؤية عميقة تدعو لتقرير مصير الشعب الصحراوي الحر، وتصفية آخر استعمار في إفريقيا؛ واعترفت أكثر من 100 دولة أي نصف العالم بالجمهورية العربية الصحراوية وصارت عضوا مؤسسا للاتحاد الإفريقي الذي اكتسب المغرب عضويته متأخرا.

لكن المغرب قرر إغماض عينه الواحدة واعتبار كل ذلك وهما وأطلق ذبابه ليجتر ذلك المنطق الأخرق محاولا تسويقه للعالم، ولقد فات المغرب حجم سخرية العالم من أكاذيبه.

فكيف يكسر كاهل المغرب عسكريا واقتصاديا وسياسيا ودبلوماسيا قريبا من نصف قرن وتتعطل كل آليات نهضة اقتصاده بفعل قوة شوكة الصحراويين ومصداقية قضيتهم ثم يقول إنهم وهم لا وجود له؟

إن الحالة الذهنية المغربية تحتاج دراسة عميقة، فالمغرب أشبه هو بشخص قد فقد كل قواه العقلية ويستمر في الهذيان بما لا يعقل.

ولعل الحرب الثانية بينه مع الصحراويين ستكون هي رقيته الأفضل من جنونه، فقد اندلعت تلك الحرب التي ينكرها المغرب عن نفسه منذ اخترقت الرباط ملحق اتفاقية وقف إطلاق النار بالانتشار في المنطقة الصحراوية العازلة بينها مع موريتانيا، وباشر الصحراويون هجماتهم الشرسة على جدار الذل والعار، لترتفع مؤشرات خسائر المغرب في حرب استنزاف جديدة لا قبل له بفواتيرها.

لقد اخترق اتفاقية وقف إطلاق النار وملحقاتها لأنه صدق كذبه واعتبر الصحراويين مجرد وهم، لكنهم أثبتوا في الميدان أن ثورتهم ضد الاستعمار لن تهدأ حتى يطرد آخر جندي مغربي وآخر مستوطن.

وقد عادت الرباط لنباحها القديم ضد الجميع في ظل انكشاف استراتيجي للرباط ومحاولات لإحياء حلفها القديم الذي كان شاهدا على هزيمتها والذي مل كذب الرباط وشططها، ويبدو المغرب محشورا في الزاوية كبعير أجرب، فكل شعوب المغرب العربي ترى في عرشه ومنهجه الشيطاني خطرا داهما يهدد الشعب المغربي نفسه قبل أن يكون تهديدا للسلم الإقليمي.

ويستمر ادعاؤهم أن الدولة الصحراوية وهم والشعب الصحراوي وهم، لكنه الوهم الذي هزم المغرب جهارا نهارا وسيكون سببا من أسباب سقوط بيت العنكبوت في الرباط وتحرر الشعب المغربي من أراجيفه، وتحرير كامل الصحراء الغربية من أقبح استعمار.

وعلى الباغي تدور الدوائر.

 

بقلم : عبد الله ولد بونا

رئيس مركز مسبار الأطلسي للدراسات والبحوث الإستراتيجية

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا