تسعى مصالح الحماية المدنية بوهران لتغطية كل تراب الولاية، عبر حملاتها التوعوية ضد مخاطر القاتل الصمت “غاز ثاني أوكسيد الكربون CO2″، لتجنب الوقوع ضحية له، في هذا الفصل البارد، الذي يلجأ فيه المواطنون إلى الاعتماد على التدفئة لمواجهة قساوته، لكن غالبا ما يتحولون إلى جثث هامدة بسبب عدم الاستعمال الصحيح للتدفئة.
وفي هذا السياق، تنظم مديرية الحماية المدنية قوافل تحسيسية تجوب المناطق المعزولة والنائية خاصة، تشرح من خلالها، الطريقة الصحيحة لاستعمال المدفأة التي تشتغل بغاز البوتان (القارورات)، عبر الانتباه إلى انبعاث رائحة الغاز، والتركيز على لون النار المشتعلة، وضرورة الحذر من النار إذا مال لونها إلى الأحمر وليس الأزرق، وحتى إشعال مواقد الطبخ وتركها لمدة طويلة وكل المنافذ مغلقة. كما تحذرهم من غلق كل منافذ التهوية، بحجة الحفاظ على الدفء ومنع دخول البرد، وهو ما يجعل غاز الكربون يملأ المكان ويصبح هو ما يتنفسه الفرد استنشاقا وزفيرا، وهذا ما يخلق حالة الأختناق لدى الأشخاص، لهذا لابد من ترك فجوات بالنوافذ بعدم إغلاقها كليا، حتى يخرج الكربون ويدخل الأوكسجين، كما يحذرون المواطنين من جعل قارورة البوتان في وضعية أفقية، بدعوى أنها توشك على الانتهاء ووضعها على الأرض يزيد من فترة استغلالها هو تصرف خاطئ، ويشكل تهديدا بانفجار القارورة.
وفي الوقت نفسه، تنظم حملات توعوية خاصة بسكان المناطق المتحضرة التي تتوفر على غاز المدينة، حيث يضع معظم المواطنين مدافئ، وبعضها يكون من النوعية الرديئة، التي تسمح بتسرب الغاز أو انتشار غاز الكربون، دون أن ينتبه الفرد لذلك، مع إحكام الإغلاق لكل النوافذ والأبواب، وهو ما يستدعي مراعاة ترك فجوات تسمح بمرور الهواء، تجنبا للإصابة بالاختناق او انفجار المسكن، في حال تسرب الغاز بكثرة وتم إشعال زر الإنارة أو إشعال النار.
يذكر أنه منذ بداية العام الجاري إلى غاية سبتمبر المنصرم، سجلت مصالح الحماية المدنية بوهران، إنقاذ 29 شخصا من الموت المحقق بسبب الاختناق، ووفاة 7 أشخاص، منهم 5 من عائلة واحدة شهر مارس الفارط بعين البيضا بالسانيا و2 ببلقايد شهر أفريل.
مريم عبارة