أشرف وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل، السيد السعيد سعيود، اليوم، على عقد اجتماع ثنائي مع وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا، وذلك بفندق الأوراسي بالعاصمة الجزائرية، في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها الوزير الإسباني إلى الجزائر.
وحضر اللقاء عن الجانب الجزائري كلّ من المدير العام للأمن الوطني والمدير العام للحماية المدنية، فيما شارك عن الجانب الإسباني المفوض العام لشؤون الأجانب والحدود ورئيس قيادة الحدود والشرطة البحرية ومديرة العلاقات الدولية ومديرة الحماية المدنية والطوارئ والمدير العام للمرور.
وتهدف الزيارة إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الجزائر وإسبانيا في مختلف مجالات عمل قطاع الداخلية، باعتبار الجزائر شريكًا استراتيجيًا لإسبانيا في حوض المتوسط. وقد شكل اللقاء مناسبة لبحث سبل توطيد التعاون الأمني بين البلدين، لاسيما في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتأمين الحدود البحرية، ومحاربة الاتجار بالمخدرات، وأمن الطرقات، والتصدي للكوارث الطبيعية وتعزيز قدرات الحماية المدنية.
وفي كلمته الافتتاحية، أكد الوزير السعيد سعيود أن التعاون الثنائي المثمر بين وزارتي الداخلية في البلدين بلغ مستوى رفيعًا في العديد من المجالات، في ظل سياق إقليمي ودولي يعرف تصاعدًا في التحديات الأمنية المرتبطة بمكافحة الإرهاب، والأمن السيبراني، وتهريب المخدرات، والهجرة غير الشرعية.
وأوضح سعيود أن هذا اللقاء يشكل فرصة سانحة لتبادل الآراء ووجهات النظر حول هذه التحديات، بما يتيح توحيد الجهود والعمل المشترك لإيجاد حلول مستدامة، وفقًا للرؤى الحكيمة والتوجيهات السامية للسلطات العليا في كلا البلدين.
كما ثمّن الوزير الجزائري نتائج أشغال اللجنة المشتركة للتعاون الأمني التي انعقدت في مدريد بتاريخ 13 أكتوبر 2025، والتي توجت باتفاق الجانبين على تسريع دراسة طلبات الإنابة القضائية المقدمة من وزارة العدل الجزائرية بشأن استرجاع الأموال المكتسبة بطرق غير مشروعة.
من جانبه، أعرب وزير الداخلية الإسباني فرناندو غراندي مارلاسكا عن شكره للجزائر على الدعوة وحسن الاستقبال، مؤكدًا نوعية العلاقات الممتازة التي تجمع البلدين وفعالية التنسيق القائم بين قطاعي الداخلية في الجزائر وإسبانيا. كما أشاد بالعلاقات الدبلوماسية المتينة التي تربط البلدين منذ عقود، معتبرًا أن الجزائر شريك أساسي واستراتيجي لإسبانيا، يجمعهما حرص مشترك على مواجهة التحديات الأمنية والإنسانية في المنطقة.
وأكد الوزير الإسباني في ختام اللقاء تقديره للجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات الجزائرية في التقليل من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مع الالتزام باحترام حقوق الإنسان ومكافحة الشبكات الإجرامية العابرة للحدود، داعيًا إلى مواصلة التنسيق واستحداث آليات تعاون جديدة تخدم مصالح البلدين الصديقين.
