في خطوة أخرى تؤكد مجددا ثقة دول القارة في دورها القيادي

الجزائر تحرز انتصارات دبلوماسية جديدة توسع دورها محوري في السلم والأمن بافريقيا

0
254
  • ضربة معنوية جديدة للمخزن الذي يتراجع حضوره من يوم لأخر بافريقيا
في مشهد دبلوماسي متجدد يعكس ريادتها قوتها السياسية والاقتصادية، تمكنت الجزائر من تحقيق انتصار استراتيجي داخل الاتحاد الإفريقي، حيث نجحت في الفوز بعضوية مجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، في خطوة تؤكد مجددا ثقة الدول الإفريقية في دور الجزائر القيادي والمستدام في القارة.
فبعد منافسة محتدمة، حصلت الجزائر على دعم 34 دولة، مقابل 15 صوتًا لصالح ليبيا، مما يعكس تجذر مكانتها في الساحة الإفريقية وقدرتها على بناء تحالفات قوية تخدم مصالحها الإقليمية والدولية، فيما لم يسمع صوتا للمغرب ,هذا الفوز لم يكن مجرد نتيجة عابرة، بل تجسيد لسنوات من العمل الدؤوب الذي بذلته الجزائر لتعزيز مكانتها في الاتحاد الإفريقي ففي الوقت الذي تدفع فيه الدول الإفريقية المغرب نحو العزلة الإجبارية، تسجل الجزائر حضورا قويا في مختلف الملفات السياسية والأمنية لاسيما تللك التي تعني القارة الافريقية والعالم العربي
ويرى مراقبون أنّ انسحاب المغرب من المنافسة على عضوية مجلس السلم والأمن داخل الاتحاد الإفريقي يعكس إخفاقه في جمع التأييد الكافي، ويؤكد العزلة المتزايدة التي يعاني منها على الساحة الإفريقية كما يعد هذا الموقف بمثابة ضربة معنوية جديدة لنظام المخزن، الذي يجد نفسه في تراجع أمام الجزائر، التي تواصل تعزيز ثقلها في المشهد الإقليمي.
الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لم تحقق هذا الانتصار الدبلوماسي في فراغ بل لأنها كانت متكئة على خبرتها الطويلة والمصداقية التي تتمتع بها في معالجة قضايا السلم والأمن في القارة الإفريقية هذا النجاح يأتي بعد سلسلة من الانتصارات السابقة للجزائر، التي بدأت بتعزيز حضورها في مجلس الأمن الدولي وصولًا إلى تبني سياسات فعالة في مكافحة الإرهاب والتطرف في منطقة الساحل. كما تواصل الجزائر تقديم نفسها كحلقة وصل بين دول شمال إفريقيا وجنوبها، فيما تؤكد من جديد التزامها الثابت بمبادئ الاتحاد الإفريقي، مثل احترام سيادة الدول وحل النزاعات عبر الحوار والتعاون.
وفي هذا السياق، تشكل الجزائر نموذجًا متميزًا في التعاون الإقليمي والدولي في مجال السلم والأمن. ففوز الجزائر بمنصب نائب مفوض الاتحاد الإفريقي في فيفري 2025، يعكس جليًا مدى تأثيرها في موازين القوى داخل الاتحاد. على عكس المغرب الذي يعاني من تراجع تأثيره في القارة، حيث استطاعت الجزائر أن تبني علاقات متينة مع العديد من الدول الإفريقية، وهو ما يظهر في تصاعد دعمها في مختلف المجالات السياسية والأمنية.
من جهة أخرى، لا يمكننا تجاهل دور الجزائر في تعزيز الاستقرار في القارة من خلال تبني مواقف متوازنة تؤكد التزامها بمبادئ الاتحاد الإفريقي. بينما يواصل المغرب محاولاته المتكررة لتوسيع نفوذه عبر طرق غير فعالة ويؤكد مراقبون أنّ المواقف الثابتة والعمل الدؤوب يحققان النجاح على المدى البعيد، وهذا ما تجسد مع الجزائر التي أظهرت قدرتها على مواجهة التحديات السياسية بحنكة، وهو ما يجعلها تحظى بمكانة مرموقة في أوساط الدول الإفريقية.
في النهاية، إن هذه الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها الجزائر ليست مجرد فوز في صراع سياسي مع المغرب، بل هي بمثابة تأكيد على دور الجزائر المحوري في الاتحاد الإفريقي والجزائر اليوم أكثر من أي وقت مضى تمثل حجر الزاوية في تحقيق الأمن والسلم في القارة، وهي تواصل تعزيز مكانتها على الساحة الإفريقية بفضل حكمة قيادتها ومرونتها في التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا