الجزائر بلد مكارم الأخلاق بعزتها وشأنها الكبيرين…فمن يتجرأ ويفند؟

1
969

تشهد الجزائر حضورا أمنيا وسلميا ورونقا جماليا تألقت به العاصمة استعدادا لاستقبال الضيوف الكرام لإنعقاد القمة وإنجاحها، رغم بوادر النّجاح التي تشهدها القمة والذي يظهر من خلال الإجتماعات الأولى لوزراء خارجية الدول، بالإضافة إلى الوسائل الّلوجستيكية الضخمة التي وفرتها، وتفقّه المسؤولين الجزائريين بالبروتوكول الذي يعد “إتيكيت” خاص بقواعد الدبلوماسية وشؤون الدولة ومرآتها، والجزائر أدرى ببروتوكولات رجالاتها وحنكتهم، وهي الدّولة الغنية والمشهورة ببراعة دبلوماسيها منذ حتى قبل إندلاع الثورة التحريرية وبعد استقلالها داخل وخارج الوطن وعلى رأسهم وزير الخارجية رمطان لعمامرة، وكل هذا بإشراف وهندسة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، والذي منذ توليه سدة الحكم وهو يلملم شمل جيرانه الأفارقة ويصلح ذات البين بين إخواننا وأشقائنا العرب في رقعتنا العربيّة، بل وحتى مع أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، دون أن ننسى القضية الأصل والفصل اللب والبذر، التي من أجلها تُعقد هذه القمة… القضية الفلسطينية بكل أبعادها من لم الشمل الفلسطيني إلى أخذ الإستقلال.

نعم، كل الدول العربية على موعد مع القمة العربية الناجحة في دورتها الـ 31 التي ستعقد تزامنا من الفاتح نوفمبر، ذكرى اندلاع الثورة التحريرية المجيدة، لنذكر أنفسنا ونذكر إخواننا وأعدائنا ببطولاتنا الجسام وتقدمنا نحو الأمام رغم المكائد التي لا تنتهي…وعدم تراجعنا إلى الوراء مهما كانت الأسباب، عكس ما حدث تماماً عند انعقاد القمة العربية سنة 2016 بموريتانيا، بعد أن ألغى المخزن المغربي، قرار انعقادها في مخزنه، ورفضت إقامة ضيوفها الكرام، وصرح حينها “ملك المخزن” وبكل وقاحة، أن الظّروف غير مواتية لعقد قمة عربية ناجحة…قادرة على اتخاذ قرارات في مستوى ما يقتضيه الوضع، وتستجيب لتطلعات الشعوب العربية. وأنها لا يمكن أن تشكل غاية في حد ذاتها، أو أن تتحول إلى مجرد اجتماع مناسباتي (الماكلة والشراب وضريب الكيسان ديال أتاي والكحك وكعب غزال !)، فقط من أجل المصادقة على توصيات عادية…

المهم أن نظام المخزن واثق من نفسه كل الوثوق من فشله في عقد ولو جلسة عشاء مع الأشقاء العرب، فما بالك في وضع قرارات مصيرية تهم الشأن العربي، وشوارعه وبخاصة القضية الجوهرية “القدس الشريف” التي طعنها المخزن في ظهره على جميع الأصعدة، انطلاقا من بيع القضية بدراهم معدودات إلى التطبيع إلى الاعتراف بالكيان الصهيوني، إلى السفارة في العمارة… دعائنا الأوحد ألا يخلط في الحديث ويقول كلام لا يَصحّ أن يذكر أمام الكبار من القادة وممثليهم، بعد أن سمحت الجزائر العظيمة وتفضلت عليه بدخوله إلى أرض الشهداء الطاهرة.

الجزائر بلد مكارم الأخلاق بعزتها وشأنها الكبيرين، بسمعتها، بحسن ضيافتها، بكرمها وسخائها على الجيران والإخوة والأصدقاء، بحبها ومودتها ترحب بالجميع في قمتها التاريخية الناجحة التي جاءت أياما معدودات بعد لم شمل إخواننا في فلسطين، فمن يتجرأ ويفند.

يدخل هذا النجاح إلى سلسلة النّجاحات الكبرى التي تعرفها الجزائر، عكس ما خطط له نظام المخزن، واضطر في الأخير للنزول في الأرض الطاهرة مطأطأ الرأس بعد أن باءت كل محاولات إفشالها بالفشل.

سالي.سيم

1 تعليق

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا