أشرف البروفيسور، فارس مختاري، مدير جامعة الجزائر1، بن يوسف بن خدة، اليوم الأربعاء 21/02/2024، وذلك بالتعاون مع الوكالة الوطنية لزرع الأعضاء، على تنظيم مؤتمر علمي حول التوعية بالتبرع بالأعضاء، وذلك على مستوى كلية العلوم الاسلامية.
المؤتمر، عرف حضور دكاترة وأساتذة مختصين من كلية الطب، وكذا الجانب القانوني والعلمي، وأطباء في ذات التخصص، اٌستهل بآيات بينات من القرآن الحكيم، ليليه عزف للنشيد الوطني الجزائري.
هذا وافتتح البروفيسور مختاري، المؤتمر العلمي والتحسيسي، لما له من تأثير ودور في المجتمع الجزائري، حيث أكد في كلامه أن المؤتمر فكرته هي تكوين الطلبة في هذا الميدان من جهة، وكذا إيصال فكرة لعامة الناس من خلال هذا النقاش، حول التبرع بالأعضاء، وإعطاء فكرة شاملة حول العملية سواء من الجانب الديني أو العلمي أو الاجتماعي بالدرجة الأولى من جهة أخرى.
وقال البروفيسور مختاري، في كلمته أنه لا يمكن الرقي بهذا الموضوع وإعطاءه حقه من الجانب العلمي والاجتماعي، الا بتظافر الجهود الخاصة بـ “وليدات البلاد”، كما جاء في حد تعبيره، بغية تطوير دراسات علمية محلية لا خارجية أجنبية، مكونة من طرف إطارات وقامات بارزة متمكنة من أجل أن تسهم في خدمة وطننا العزيز.
وفي ذات السياق، تدخل الأستاذ بويزري، حول نظرات في قرارات المجامع الفقهية المتعلقة بزرع الأعضاء، أنع وفي خضم في خضم التطورات الطبية الحديثة عمدت التجمعات الفقهية الى عقد ندوات ومؤتمرات لاصدار قرارات تعلق بالقضايا الطبية الحساسة والمتمثلة في: الاستنساخ البشري، البصمة الوراثية، زرع الأعضاء البشرية، الجراحة التجميلية، التلقيح الاصطناعي، الحياة الانسانية.
وفي هذا الأمر، أوضح ذات المتحدث، انه هناك رأيين، الأول وهو ما قاله الفقهاء، أن جسم الانسان لا يمس، كونه ليس ملكا له، وأنه تكريم من الله، لما جاء في في سورة الاسراء، الآية 70، لقوله تعال { ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا }، إذ أنه لا يجوز للانسان أن يتعدى على خلق الله، لأن الجسم ليس ملكا له، أي أنه عندما يموت الانسان، يحاسب على أفعاله خاصة تلك المتعلقة بالجراحة والأعضاء.
وفي المقابل، هناك من يقول أنه إذا مات الانسان، فإن جثته ستدفن، وعليه يمكن أن يتم زرع أحد الأعضاء على جسم إنسان آخر هو بحاجة الى ذلك العضو لانقاذ حياته.
أما من جانب القانون الجزائري، فقد أوضح المختصون، في ذات النقاش، أنه هناك قوانين تجرم عملية الزرع، وذلك حسب حالات تواجد المتبرع، بمعنى أنه لا يجوز المساس بجسم انسان ميت دماغيا، إلا في حالة ما ترك الشخص وصية قبل وفاته، تسمح بزرع أعضاء من جسمه، وفي حالة غياب الوصية، فإن الأمر متروك لأهله وذويه الأقربون (عائلته) إذا ما قررت السماح بذلك.
أما من الجانب الطبي، أوضح المختصون، أنه يمكن أيضا لانسان على قيد الحياة أن يتبرع بعضو من جسده، شريطة أن لا يتأذى بعد ذلك، على سبيل المثال: يمكن لانسان ما أن يتبرع بكلية لأحد أقربائه على أن تكون الكلية الأخرى سليمة، وهذا لا يضر بصحته.
أما من الجانب النفسي، بخصوص التبرع بالأعضاء بين خيرية المجتمع وقدسية الجسم، كمقاربة سوسيو نفسية، أكد المختصون بأن هناك دراسات علمية قائمة حول موضوع التبرع بالأعضاء وسبل تعزيز هذه الثقافة في مجتمعنا، وأوضحوا بأن الأمر يتعلق بأبحاث تتم في إطار مخطط وطني لزيادة الوعي بأهمية هذا السلوك الرامي إلى إنقاذ حياة الناس، خاصة بعدما بينت دراسات أن نسب التبرع متدنية في الجزائر، وأكدت الحاجة إلى توسيع نطاق التبرع وإدماج عدد أكبر من المواطنين في العملية عبر الاعلام والحملات التحسيسية، وهو ما قامت به جامعة الجزائر في هذا المؤتمر، بغية تصحيح بعض المعتقدات الخاطئة وشرح ماهية الموت الدماغي للمواطن البسيط، فضلا عن تعزيز معرفته بأحكام الشريعة والقوانين التي تنظم هذا النوع من التبرع.